الجمعة، 25 مايو 2012

الخروف القبطي و الخروف المسلم

شفت الكاريكاتير اللي راسمين فيه خرفان داخلين يدلوا بأصواتهم بغرض التريقة على أفراد جماعة الإخوان المسلمين اللي ماشيين ورا رأي مكتب الإرشاد بدون أدنى تفكير؟ يقول لهم الشاطر كلهم يدافعوا عن الشاطر و يقولوا ما فيش غيره يصلح للرئاسة، و بعدين يقول لهم المرسي تلاقيهم هما نفسهم برضه بيدافعوا عن المرسي و يقولوا ما فيش غيره يصلح للرئاسة، و خد من ده كتير. يقولوا لهم هاننزل مظاهرة تلاقيهم كلهم بيدعوا للمظاهرة، و بعدين يقولوا لهم لا غيرنا رأينا تلاقيهم كلهم بيدعوا لعدم التظاهر. و كل مرة تلاقي عندهم مبررات. سبحان الله! يعني مش بس ماشي زي الخروف ورا مكتب الإرشاد، لأ و بيطلع مبررات للحاجة و عكسها في غضون أسبوع أو اتنين.

على فكرة، زي ما فيه خرفان من دول ماشيين ورا جماعة الإخوان المسلمين أو ورا الدعوة السلفية بدون تفكير بس فيه أكتر منهم بيفكروا و ليهم رأي مستقل، فيه برضه من الأقباط خرفان ماشيين ورا أي حاجة يسمعوها جوه الكنيسة من غير ما يفكروا. كلمة "الكنيسة" ليها مفاهيم مختلفة. معمارياً هي المبنى اللي بيجتمع فيه المسيحيين للصلاة. اجتماعياً و سياسياً هي القيادة الكنسية اللي غالباً يقصد بيها الأب البطريرك (البابا) و في حالتنا دي المجمع المقدس أو الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريرك. دينياً الكنيسة هي كل المسيحيين اللي بيعتبروا أنفسهم أعضاء في جسد واحد هو المسيح.

يعني لما حد يقول "الكنيسة" يبقى بيقصد حاجة من دول، و غالباً لما إخوتنا المسلمين بيستخدموا هذه الكلمة بيقصدوا المعنى التاني اللي هو القيادة الدينية.

لما ييجي كاهن أو حتى أسقف (رتبة كهنوتية أعلى من الكاهن) يوصي بمرشح معين و يقول إن هو ده أفضل مرشح بالنسبة لمصلحة المسيحيين، و ييجي ناخب خروف يسمع الكلام ده و يروح ينتخب المرشح ده "فقط" علشان سمع الكلام ده جوه مبنى الكنيسة من كاهن، يبقى الناخب ده ما يفرقش كتير عن الإخوانجي الخروف اللي ماشي عمياني ورا مكتب الإرشاد أو السلفنجي الخروف اللي ماشي ورا رأي هيئة علماء الدعوة السلفية. لو عاوز تطلع بينهم فروق أقول لك إيه هي:

  • ما حدش في الكنيسة بيقول على مرشح إنه مدعوم من الله و لا حد بيقول انتخبوا فلان نصرة لدين الله. لو حد قال حاجة بتبقى "انتخبوا فلان علشان مصلحة المسيحيين"، يعني الموضوع ما لوش دعوة بالدين و إنما بمصلحة الأقلية المسيحية زي ما أي أقلية ممكن تعمل، و زي ما الأقلية المسلمة بتعمل في أمريكا.
  • ما حدش في الكنيسة بيقول "من لم ينتخب فلاناً فهو آثم". رأي الكنيسة غير ملزم في المسألة السياسية، يعني اللي ما يلتزمش بيه لا هايتعاقب في الكنيسة و لا هايخش النار.
  • ما حدش من الخرفان اللي بيمشوا ورا الرأي اللي سمعوه في الكنيسة بيحاول يبرر. هو ببساطة بيقول لك "قالوا لنا كده في الكنيسة". و لو الكنيسة بعد أسبوع قالت عكس الكلام (و ده غالباً عمره ما بيحصل) هايقول برضه "قالوا لنا كده في الكنيسة". يعني خروف و معترف إنه خروف، مش خروف و عامل فيها فيلسوف.
  • الخروف القبطي رضي يبقى خروف علشان خايف لأنه أقلية في البلد، أما الخروف المسلم مش عارف ليه رضي يبقى خروف.

يبقى فيه نقطة مهمة عاوزين نتفق عليها. لما سيادتك تقول "الكنيسة إدت تعليمات للمسيحيين ينتخبوا شفيق" يبقى سيادتك قاصد المعنى التاني للكنيسة، لأني هافترض إنك ما تقصدش إن حجارة الكنيسة قالت للمسيحيين ينتخبوا شفيق و لا إن كل المسيحيين قالوا للمسيحيين ينتخبوا شفيق. و القيادة الدينية كان ليها موقف واضح و الأنبا باخوميوس قال إن الكنيسة واقفة على مسافة متساوية من كل المرشحين، و بعدين جمد عمل لجان المواطنة لما شم خبر إن بعضها بيدعم شفيق تحديداً، و بعدين قال إنه هايعاقب أي كاهن قال لشعبه انتخبوا فلان و بلاش علان. يعمل إيه الراجل أكتر من كده؟

عاوز تقول إن بعض الكهنة أو بعض الكنائس (و الجمع يعني إنك تقصد المباني كنية عن مرتاديها) قالت للمسيحيين انتخبوا شفيق، أبقى موافقك على هذا الرأي، لكن لما تقول الكنيسة بصيغة المفرد يبقى قصدك القيادة الدينية أو كل المسيحيين. اتكلمنا عن القيادة الدينية، و لو متخيل إن كل المسيحيين انتخبوا شفيق يبقى أطيب تمنياتي ليك بالشفاء العاجل و ربنا يعينك على ما بلاك.

بلاش نعمم و نقول المسيحيين هما السبب في صعود شفيق و لا نقول دمك يا مينا يا دانيال في رقبة أهلك هما اللي باعوك و لا نقول أي هرتلة طائفية بنت كلب من دي علشان البلد مش ناقصة ولعة. ده بالإضافة لأن من حق المسيحيين ينتخبوا اللي هما عاوزينه حتى لو كان شفيق من غير ما حد يلومهم . ده بالإضافة لأنه أصلاً من غير المنطقي اعتبار المسيحيين هما السبب في صعود شفيق. ده بالإضافة لأن فيه مسلمين أكتر من المسيحيين انتخبوا شفيق. ده بالإضافة لأن اللي مش حاسس إن المسيحيين في مصر خايفين يبقى ما فيش عنده إحساس أساساً.

المسيحيين على فكرة بيحبوا مصر زي المسلمين بالظبط و يمكن أكتر كمان، و إلا ما كانش يبقى فيه ناس زي حالاتي استقروا على الهجرة و مش ناويين يرجعوا و داوشين دماغهم بمصر و مشاكلها بدل ما يستمتعوا بحياتهم في النضافة. اللي بيحاول يلمح إن الأقباط غير وطنيين يلم نفسه أحسن و يبص حواليه كويس علشان يفهم. و اللي مش عارف الكلام ممكن يتفهم ازاي آديه عرف. بيتهيأ لي عيب قوي بقى لو سمعت الكلام ده تاني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التسميات

٢٥ يناير (29) آدم (1) اخوان مسلمين (15) استشهاد (1) إسلام (26) الأنبا بيشوي (1) الأنبا تاوضروس (1) البابا شنودة (3) البرادعي (2) إلحاد (1) الداخلية (5) الفريق أحمد شفيق (6) الفريق سامي عنان (1) الم (2) المجلس العسكري (14) انتخابات الرئاسة (9) ايمان البحر درويش (1) برلمان (7) بلطجي (7) بولس رمزي (1) بيرم التونسي (1) تعريص (4) تمييز (2) توضيح (35) توفيق عكاشة (2) ثورة (33) ثيؤقراطية (6) جزمة (2) حازم شومان (2) حازم صلاح أبو إسماعيل (2) حب (4) حجاب (1) حرية (18) حزن (3) حواء (1) خواطر (33) خيانة (5) دستور (4) ديمقراطية (13) دين (37) زجل (3) سلفيين (15) سياسة (23) سيد درويش (1) شائعات (3) شرح (25) شرطة (5) شرع (7) شريعة (7) شهيد (5) صور (3) طنطاوي (7) عبد الفتاح السيسي (1) عبد المنعم الشحات (2) عتاب (1) عصام شرف (1) عصمت زقلمة (1) عقيدة (16) علمانية (13) عنف (7) عيد الميلاد (1) غزل (3) غناء (1) فلسفة (1) فوتوشوب (1) فوضى (3) قباحة (8) قبط (21) قصة (3) كنيسة (17) ماريز تادرس (1) مبارك (2) مجلس شعب (7) مرسي العياط (3) مرشد (5) مسيحية (28) مصر (51) معارضة (7) منطق (11) مواطنة (20) موريس صادق (1) نجيب جبرائيل (1) نفاق (1) نقد (36) وحي (1)