إسمي محمد حسن و سني ٢١ سنة. أنا طالب بكلية تجارة عين شمس و ساكن بالقرب من ميدان العباسية، قريب جداً من المكان اللي حصلت في المجزرة بتاعة ٢٣ يوليو. شهادتي شهادة يحاسبني عليها ربنا يوم القيامة عن اللي حصل يومها من المتظاهرين.
كنت واقف في البلكونة أنا و أخويا بنتفرج على اللي بيحصل و شفنا تجمع المتظاهرين عند مسجد النور، و عددهم كان كبير، يمكن ألف واحد مثلاً. كان فيهم شباب و بنات، لكن اغلبهم كان من الشباب. لما لقينا العدد كتير قلنا ننزل نتكلم معاهم و نحاول نقنعهم يمشوا علشان قفل السكك و العطلة و البهدلة دي ما لهاش أي لازمة، خصوصاً و انهم قافلين التحرير بالفعل.
لما نزلنا و اتكلمنا معاهم لقينا معظمهم شباب مش متعلمين أصلاً، و سألناهم هما جايين عاوزين إيه بالظبط، و لقينا الإجابات غريبة جداً. واحد قال عاوزين مجلس رئاسي، و التاني قال عاوزين دستور الأول، و التالت قال عاوزين علمانية و الرابع قال عاوزين نعدم مبارك في الميدان و حاجات غريبة جداً. المهم إن اللي عاوز مجلس رئاسي ده لما سألناه ليه المجلس العسكري مش عاجبه رد و قال علشان بيحابي للإخوان، و لما حاولنا نناقشه ما عرفش يقول كلام مقنع. اللي قال علمانية ده سألناه يعني ترضى الدعارة تكون مقننة مثلاً؟ قال و إيه يعني، ما تسيبوا الناس براحتها، و اللي كان بيتكلم عن الدستور مش عارف إيه هو الدستور أصلاً، و بيقول الدستور هو القانون و إن البلد ما فيهاش قانون اليومين دول. أما اللي كان عاوز يعدم مبارك في الميدان ده كان بيقول احنا حانروح نجيب المجلس العسكري من المكاتب اللي قاعدين فيها و نخليهم يجيبوا لنا مبارك و احنا نتصرف معاه. بقى ده إسمه كلام يا ناس؟
كان فيه برضه شوية شباب من الحتة نزلوا زينا يتكلموا مع المتظاهرين علشان يقنعوهم يمشوا. مش عارف إيه اللي حصل بالظبط لكن سمعنا زعيق و زي خناقة كده، و لما جرينا على هناك نشوف فيه إيه لقينا واحد من المتظاهرين عمال يتخانق مع واحد من جيراننا و بيقول له "اطلع بيتك يا إبن الشر..... لو ما إنتاش راجل و مش عارف تجيب حقك يبقى تقعد في البيت زي الحريم و تسيب الرجالة يتصرفوا"
كلمة من ده على كلمة من ده الموضوع سخن و لقينا ناس من المتظاهرين داخلين علينا و معاهم سنج و مطاوي و هددونا علشان نطلع البيت. أنا و أخويا خدناها من قصيرها و طلعنا تاني وقفنا في البلكونة. فيه ناس من الشباب جيراننا صعب عليهم الكلام اللي اتقال في حقهم و البهدلة اللي إتبهدلوها في الشارع و تقريباً كده لموا طوب من الشارع و طلعوا من البلكونات حدفوه على الشباب اللي اتهجم عليهم بالسنج و المطاوي.
المتظاهرين هما كمان ردوا على حدف الطوب بطوب زيه، بس الحقيقة أنا مش عارف هما جابوا الطوب ده كله منين. كان معاهم كميات طوب كتيرة جداً، و فيه عربيات الإزاز بتاعها اتكسر و الصاج إتطبق بسبب حدف الطوب الكتير.
المشكلة بقى إن الموضوع زاد عن الحد و لقينا قنابل مولوتوف بتتحدف من عند المتظاهرين في إتجاهات مختلفة و سمعنا ضرب نار و كان فيه ناس بتجري برضه في إتجاهات مختلفة.
أنا مش عارف المتظاهرين دول مين و عاوزين إيه بالظبط، لكن كمية الطوب اللي كانت معاهم، و كمان السلاح الأبيض و المولوتوف كانت غير عادية أبداً. أنا شخصياً أشك إن دول فاهمين هما بيعملوا إيه، و ممكن يكونوا قابضين علشان يعملوا فتنة بين الجيش و الشعب. شكلهم و تصرفاتهم كانت غريبة جداً. مش شكل ثوار يعني.
أنا اضطريت أدخل من البلكونة أنا و أخويا و ما نزلناش الشارع تاني علشان والدي حلف يمين طلاق ما احنا نازلين و لا طالعين البلكونة و والدتي قعدت تعيط و إتحايلت علينا نسمع كلام أبونا. و آدي اللي احنا خدناه من بتوع التحرير.
طبعاً كل الكلام اللي فوق ده هجص و تأليف و تحشيش، و أنا أساساً قاعد في كندا و لا شفت أي حاجة، بس الكتابة سهلة. المهم تكون عامل دماغ. كل اللي كان مصدق أي حاجة من الكلام اللي فات يراجع نفسه في كل اللي مصدقه عن أي حاجة.
تاخد نفس...؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق