في الخطاب الأخير للفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة المصرية، طلب من المصريين النزول للشوارع و الميادين لإعطائه تفويضاً بمحاربة الإرهاب و الحفاظ على الأمن الوطني، و تباينت ردود الأفعال من مؤيد له إلى معارض، و تباينت التوقعات من إبادة جماعية لأعضاء تيارات الإسلام السياسي إلى تطهير سيناء تحديداً من بؤر الإرهاب التي رأينا أفعالها البشعة في فترة حكم مرسي و بالأخص فيما تلا عزله. و الحقيقة أنني أرى منطقاً مقبولاً من المتحمسين المؤيدين و أيضاً من المتخوفين الرافضين.
تشكيلة متميزة من القباحة و الأدب، العبث و المنطق، الدين و سب الدين، الهبل و الفلسفة، و أحياناً السياسة
الجمعة، 26 يوليو 2013
الجمعة، 5 يوليو 2013
المنحدر الزلق
من درس علم المنطق ربما يعلم أن هناك مغالطة منطقية تسمى "المنحدر الزلق" (slippery slope) و هي بمنتهى البساطة افتراض أن حدثاً معيناً سينتج عنه سلسلة من الأحداث تنتهي بمأساة، و عادة ما يكون احتمال الانتقال من حدث لآخر في تلك السلسلة ضئيلاً، مما يجعل الوصول من نقطة البداية إلى نقطة النهاية الافتراضية أمراً صعب الحدوث و أحياناً يقارب المستحيل، و ربما أيضاً يكون في تلك السلسلة من المغالطات المنطقية الأخرى ما يجعل فرضية الانتقال من حدث لآخر فيها مغالطة في حد ذاتها و ينفي التسلسل المنطقي من أساسه. كمثال على ذلك أن ترفض أم خروج ابنها في جو بارد لأنه لو خرج في البرد سيصاب بالإنفلونزا، و أن الإنفلونزا هذه قد تكون من النوع الخطير كإنفلونزا الطيور، و أنه حينئذ قد يموت، و لو مات سيموت أبوه و أمه حزناً عليه و تبقى أخته الوحيدة بلا عائل و لا عائلة...!!
هذا النوع من المغالطات المنطقية رأيته كثيراً بعد الثورة، و كان مثالاً جلياً له ادعاء أعضاء التيار الإسلامي أن الليبرالية ستقضي على الإسلام و لذا وجب محاربتها، كما سبق و قال حازم شومان "ليبرالية يعني إيه يا برادعي..؟ يعني أمك ما تلبسش الحجاب. أمي أنا؟! أيوه... أمك إنت!" و أراه تحديداً يكثر الآن في صورة ادعاء أن عزل الجيش لمرسي العياط يعد انقلاباً عسكرياً لا يحترم الشرعية و لا القانون، و هذا الانقلاب سيعيد النظام القديم مرة أخرى، و إن كانت الاعتقالات قد بدأت اليوم بقيادات تيارات الإسلام السياسي فإنها ستنتهي حتماً--عاجلاً أو آجلاً--باعتقال المعارضين جميعاً و سيادة القمع و الطغيان، و بالتالي فإننا يجب أن نمنع هذا "الانقلاب العسكري" من الحدوث إن أردنا أن نتجنب عودة الدكتاتورية.
و هذه هي المغالطات المنطقية في هذا الادعاء:
الخميس، 4 يوليو 2013
فلنَبْنِ مصر معاً
دخلت مصر مرحلة جديدة في تاريخها بعد انتهاء حكم الإخوان المسلمين، و لا يخفى على أحد أن المرحلة الجديدة تتشابه مع مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير 2011 في عدة نقاط، و لكنها تختلف معها أيضاً في نقاط أخرى. فهل يسلك المصريون طريق الانتقام و الإقصاء في المرحلة القادمة أم طريق التصالح و الاحتواء و التعاون؟ في رأيي أن الأخير هو الطريق الوحيد الذي يحمل أملاً في بناء دولة مدنية حديثة قائمة على المواطنة و احترام القانون و حقوق الإنسان. و فيما يلي أناقش أسباب قناعتي بهذا الرأي.