دي حكاية واحد ما اعرفوش قوي اسمه الأستاذ قرني.
الأستاذ قرني كان عنده بنت اسمها شريفة و كان بيحبها جداً. شريفة كبرت و بقت عروسة بسم الله ما شاء الله... جمال و خفة دم و رقة و حاجة تفرح القلب. الخلاصة إن شريفة اتعرفت على واد من الحتة معاها في الكلية إسمه كامل. الواد برضه كان شاب زي الفل... أدب و أخلاق و وسامة و برضه حاجة تفرح القلب. شريفة ابتدت تقابل كامل و تخرج معاه في الأماكن العامة، و أستاذ قرني ما كانش هامه طبعاً لأنه واثق في بنته و في كامل.
شوية شوية كامل ابتدى يزور شريفة في البيت في وجود أبوها. الناس ابتدت تتكلم و تقول للأستاذ قرني هو كامل ناوي يتقدم لشريفة و لا إيه؟ أستاذ قرني قال لهم يا جماعة ما تكبروش الموضوع دول بس أصدقاء و بيذاكروا مع بعض.
شوية شوية برضه ابتدى كامل يزور شريفة في البيت و أبوها مش موجود. الست والدتها مدام إستقرار ما كانتش شايفة مشكلة كبيرة يعني. أهم برضه بيقعدوا قصادها و ما فيش حاجة لما يتعرفوا على بعض أكتر، و اديهم بيذاكروا. الأستاذ قرني برضه ما شافش مشكلة في الموضوع.
شوية شوية برضه ابتدى كامل و شريفة يقعدوا لوحديهم و يقفلوا عليهم الباب. مدام إستقرار قالت ما فيش مشكلة يمكن فيه بينهم أسرار... عادي يعني. و يمكن برضه مش عاوزين إزعاج و هما بيذاكروا. أستاذ قرني قال لك أنا واثق في شريفة بنتي و ما عنديش أي مشاكل مع الموضوع ده.
شوية شوية برضه ابتدى كامل ييجي لشريفة في البيت و أهلها مش موجودين. الجيران الصراحة خدوا بالهم، و الأستاذ حافظ كلم الأستاذ قرني بصراحة و قال له ما ينفعش كده الواد يقعد مع البنت في البيت وحدهم. كده خطر يا أستاذ قرني و بلاش نحط البنزين جنب النار. أستاذ قرني قال له يا أستاذ حافظ ما تعملش موضوع من لا شيء. الولد و البنت أخلاقهم زي الفل و ما فيش حاجة لما يقعدوا يذاكروا مع بعض.
شوية شوية برضه كامل ما بقاش ييجي البيت لشريفة غير و أهلها مش موجودين. الأستاذ قرني لسه برضه مش شايف أي مشاكل، و مدام إستقرار قالت برضه أحسن علشان زيارات كامل كانت بتغير لها روتين حياتها و هي كانت بتتضايق جداً من الموضوع ده.
الأستاذ حافظ كان حيتهبل. كل ما يشوف الأستاذ قرني يقول له يا سيدي الفاضل ما ينفعش كده. الموضوع ده خطر جداً و ما يصحش برضه. ما حدش يحط البنزين جنب النار كده. و طبعاً انتم عارفين الأستاذ قرني كان رده إيه...! مدام إستقرار بقى كان الموضوع جاي على مزاجها زي ما قلنا علشان الروتين ما يتغيرش، و لما الأستاذ قرني قال لها على كلام الأستاذ حافظ، قالت له سيبك منه ده باين عليه راجل حنبلي زيادة عن اللزوم.
بعد فترة كده شريفة ابتدت بطنها تكبر و بانت عليها الفضيحة. الأستاذ قرني كان مصدوم، و مدام إستقرار ما كانتش مصدقة نفسها و مسكت شريفة و نزلت فيها ضرب لما كانت حاتموت في أيدها. مدام إستقرار كانت طبعاً بتفكر ازاي نتخلص من الجنين علشان كده الروتين إتنسف من أساسه.
تفتكروا مين اللي غلطان في القصة دي؟
أخلي الموضوع سهل و أدي لكم اختيارات:
- شريفة علشان هي بنت مش راجل
- كامل علشان كان بييجي لشريفة في البيت بعلم أهلها
- الشيطان منه لله اللي خلاهم يغلطوا
- بيت الأستاذ قرني علشان مش مبني من إزاز و خلاهم يقدروا يغلطوا
- أم الأستاذ قرني اللي هي جدة شريفة علشان خلفت الأستاذ قرني
- الأستاذ حافظ علشان ما كسرش الباب على شريفة و كامل علشان ما يديهمش فرصة يغلطوا
- أنا علشان باحكي الحكاية دي
- أمي علشان ما عندهاش فكرة عن أي حاجة من دي
خدوا بالكم إن الأستاذ قرني و مدام إستقرار مش ممكن يكونوا غلطانين. موضوع البنزين جنب النار ده شوية كلام فارغ علشان نبرر بيه الغلطة البشعة دي.
الخلاصة إن الأستاذ قرني قرر ياخد شريفة يعمل لها عملية إجهاض و بعدين يعمل لها عملية ترقيع، و مصير الناس حتنسى اللي حصل و كل شيء حايبقى تمام، و مدام إستقرار وافقته طبعاً.
و طبعاً كلنا متأكدين زي الأستاذ قرني و مدام إستقرار إن اللي حصل مع شريفة مش ممكن يحصل مع أختها الصغيرة عفيفة. علشان كده الأستاذ قرني و مدام إستقرار ما عندهمش مشكلة إن عزيز يزورهم و يقعد يذاكر مع عفيفة.
المجلس العسكري سايب البلد بتغلي. أهالي الشهداء عاوزين حق ولادهم. بتوع مدينة السلام عاوزين يبقوا زي البني آدمين و يعيشوا في شقق. المتعصبين دينياً حيولعوها نار. سايبين البنزين جنب النار، و لما تحصل مصيبة نكفي عليها ماجور و نرقع الموضوع و كان الله بالسر عليم. و الشعب اللي عاوز الاستقرار بيلوم الناس (اللي هي برضه جزء من الشعب) لما تنفجر بسبب المشاكل المتكتم عليها بدل ما يلوموا الحكومة اللي لا بتحل و لا تربط و لا يلوموا نفسهم علشان شافوا المشاكل بعينيهم و سكتوا و ضربوا طناش. و المجلس العسكري بيرقع برضه. بيصرف فلوس لأهالي الشهداء بدل ما يحاكم اللي قتلهم.
بيقول لك اللي نزلوا التحرير دول بلطجية و ولاد ستين كلب، و المشكلة اننا شعب أهبل بينضحك عليه و كلمة توديه و كلمة تجيبه. المشكلة مش إن المجلس العسكري قرني و سايبها تضرب تقلب و بيتحرك بعد ما تحصل مصيبة بدل ما يحاول يعالج المشاكل و يمنع المصيبة. و أكيد لما يتكرر الموضوع ده مع فئة تانية زي بتوع مدينة السلام مثلاً حيقولوا برضه نفس الكلام: شعب أهبل و همجي.
الشعب ممكن يكون جاهل و أحمق بسبب الجهل، لكن تجاهل مشاكل الناس و لومهم على المصايب مش هو الحل. حلوا المشاكل و احترموا آدمية الناس قبل ما تعملوا إنتخابات و لا دستور و لا خرة. البني آدم المظلوم المقهور اللي مش لاقي ياكل يبقى صوته في الإنتخابات ما لوش لازمة... ممكن تشتريه و ممكن تخوفه و ممكن تضحك عليه.
الله يحرقك يا مجلس يا قرني و الله يفتح عينيك و ينور بصيرتك يا شعب يا مصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق