الجمعة، 25 فبراير 2011

قباحة شريفة

هذا المقال القصير يحتوي على ألفاظ قد تكون خادشة للحياء بالنسبة للبعض. لا ينصح بقرائته لمن هم دون السن القانونية و لا لمن هم دون المخ القانونية أيضاً، و لا لمن يستحون من ظلهم.

و قد أعذر من لا مؤاخذة أنذر.

معلش أنا مضطر استخدم في المقالة دي شوية ألفاظ ممكن تكون قبيحة حبة (مش قبيحة أوي و مش قليلة الأدب ، بس التنويه واجب) بس بجد مش حاسس إن اللي في نفسي ممكن أقدر اعبر عن المحتوى الشعوري بتاعه من غير شوية الألفاظ دول .

و أحب أقول اللي بيقرف ما يقراش ، و اللي إبن ناس أوي أو عامل نفسه إبن ناس أوي برضه ما يقراش ، و اللي ما مشيش في الشارع في مصر (مش المهندسين علشان دي مش شوارع ... أقصد شوارع شبرا و امبابة و الأماكن دي) برضه ما يقراش علشان حا يفتكرني باتكلم على بلد تانية . مش عاوز حد بقى يقرا و يرجع يعلق في الآخر يقول دي ألفاظ أبصر إيه و مادرك إيه و الكلام اللي لا يودي و لا يجيب ده . اديني حذرت أهوه ...

و أنا راجع من الشغل بالليل و رايح اركب القطر لبيتنا زي كل يوم, لفت انتباهي عند مدخل محطة القطر , و كان الوقت ساعتها بعد نص الليل , اتنين شبب محترمين و شكلهم نضيف طحن و لابسين بدل شيك جداً واقفين جنب سور المحطة (و ده سور قصير يوصل لفوق الركبة بشوية كده) و بيتكلموا , بس الطريقة اللي هما واقفين بيها كانت غريبة شوية , و لما ركزت (لأن طبعاً المصريين حشريين بطبعهم) لقيتهم بيشخوا على السور (بيترتروا يعني عدم اللامؤاخذة)...! أنا الحقيقة جالي ذهول للوهلة الأولى , لأن طبعاً المحطة فيها توالت نضيف زي اللي في بيتنا , و كل إلي حا يتكلفوه علشان ما يعملوش الحركة الوسخة دي انهم يدخلوا المحطة يترتروا هناك ... حاجة كده تطلع بتاع 3 أو 4 دقايق مشي ... ما تستاهلش يعني الواحد يترتر على السور زي الكلاب .

المهم ... خلاصة الموضوع اني لقيت نفسي بافكر في مقارنة صغيرة كده بيننا و بينهم , مش من ناحية الترترة بس , لكن من ناحية كل الحاجات الوسخة اللي بنعملها و باينة عندنا زي الشمس و اللي هما برضه بيعملوها و مش باينة عندهم رغم انهم بيعملوها .

مثلاً نبدأ بموضوع الترترة ... كل الأماكن العامة هنا تقريباً فيها حمامات نضيفة , و حتى لو كان الحمام مش نضيف جداً (يعني ما ينفعش تقعد جوه تشرب قهوة على الريحة و تقرا الجرنال) فهو نضيف بما فيه الكفاية لإن عينيك ما تدمعش لما تفتح الباب فيهب في وشك هبو الصنان المركز يعميك . بمعنى آخر , مش حا تقرف تخش الحمام تعمل زي الناس عدم اللامؤاخذة . افتكرت الحمامات العامة في قاهرة المعز المحروسة و ازاي الواحد كان بيفضل يحصر نفسه لما يبقى حا يشخ على روحه و لا يدخلش حمام منهم . في مرة كنت واخد الواد ابني جنينة الحيوانات و الواد كان عيل صغير ما ينفعش يمسك نفسه , و حصل المحظور ...! الواد قال لي "بابا عاوز أعمل بي بي" ... طبعاً أنا قلت في عقل بالي يادي المصيبة السودا ... حاجيبله حمام منين دلوقت و الواد بيتقرف . نهايته ... لقيت حمام عمومي في الجنينة و ما كانش قدامي حل تاني ...خدت الواد و دخلته الحمام و اضطرينا طبعاً نعدي بحر الشخاخ اللي منبعه الحمام و ينتهي في بركة من الطينة اللي بره الحمام (على غرار منابع النيل و الدلتا كده) و كان حا يغمى علينا احنا الاتنين جوا الحمام بس الحمد لله قدرنا ننفذ المهمة في سلام و أمان و لبسته الهدوم أي حاجة و السلام و طلعت عدلتها بره . و طبعاً الست اللي قاعدة على باب الحمام (مش عارف دي حرس الحمام و لا دي تشريفة و لا إيه) لازم تاخد حلاوة ما ربنا فكها علينا , أو ربما هي حلاوة ما خرجنا أحياء من الحمام القاتل

من الآخر يعني , الناس اللي بره دول عندهم عالم معفنة و نتنة و احنا كمان عندنا عالم معفنة و نتنة , بس الفرق يمكن في العدد? و لا تفتكروا الفرق في النسبة? الحقيقة مش عارف , بس فكرت إن ممكن يكون فيه فرق تالت , و هو إن كتير من الناس الخواجات حاسين إن البلد بتاعتهم , و معظم الناس في مصر حاسين إن البلد بتاعة الحكومة . مش عارف ليه طول عمرنا حاسين إن الحكومة دي غير الشعب ... زي ما تكون الحكومة دي إستعمار و هبط على البلد مش عارف أبصر منين

غايته ... افتكرت برضه إن فيه ناس بتبقى عندها الوباء في صدرها و بتكح زي المسلولين و في آخر الكحة يتنخم الشحط منهم و يشد من جدور مناخيره و يتف على الأرض لكموظة بلغم حجمها ما يقلش عن لقمة القاضي كده . تصدقوا برضه بيتفوا بلغم على الأرض زينا بالظبط? مش عارف برضه ليه ما باشوفش عندهم كمية البلغم اللي باشوفها في الشارع المصري . الغريب في الموضوع إن اللي كان بيترتر جنب السور ده كان متدارى في الضلمة , بس اللي بيتف لكموظة البلغم ده بيتفها في وضح النهار و على مرأى و مسمع من الجميع , بالظبط زي ما بنعمل في مصر .

حا تقولوا و الزبالة أخبارها إيه? بيرموا برضه زبالة في الشارع ... الحقيقة قليلين اللي بيرموا الزبالة في الشارع بس فيه ناس بتعمل كده . بس زي ما بيرموا الزبالة في الشارع بتيجي ناس تانية شغلتها تنضف الزبالة و تلمها مع أعقاب السجاير من الأرض . المهم برضه إن البهوات اللي بتلم الزبالة دول بيلبسوا أحسن من المواطن المصري المتوسط , و بيبقوا راكبين عربيات صغنونة كده عبارة عن ماكينات شفط علشان يلموا بيها الزبالة من الشارع من غير ما يقعدوا يكنسوا و يعفروا على خلق الله . افتكرت الكناسين الغلابة بتوعنا اللي بيبقوا لابسين هدوم ما إتغسلتش بقى لها على الأقل سمخمخ من الزمان (و ده مش عارف أد إيه بالظبط بس هو كتير أوي , أكتر من القرن و يمكن أكتر من الدهر ذات نفسه) على إعتبار إنه ما فيش داعي نغسل هدوم لم الزبالة لأنها كده كده حى تتوسخ تاني من الزبالة . و إفتكرتهم لما بيكنسوا الزبالة على جنب في الشارع و يقعدوا يتلكعوا علشان حد يظرفهم لحلوح و لا حاجة علشان يشيلوا الزبالة اللي كنسوها و ما يكوموهاش على جنب . زي ما يكون الغرض من نزولهم في الشارع تكويم الزبالة على جنب لحد ما تسد الشارع و تيجي المطرة تنزل عليها في الشتا تدكها في الأرض أو الهوا يطيرها تاني في الصيف و ييجوا كمان كام يوم يلموها على جنب برضه .

نيجي بقى للقرف الأعظم, ألا و هو الخرة عدم اللامؤاخذة برضه . بتبقى ماشي في الشارع في مصر لا بيك و لا عليك و مش مدي خوانة تقوم رجلك تيجي في المحظور و تلاقي نفسك دست على زبل حمار أو حصان أو قلوط كلب عدم اللامؤاخذة تاني . و ده شيء عادي و طبيعي في مصر و تقريباً ما فيش حد فينا بيمشي في الشارع ما إتعرضش للموقف ده . طيب يا ترى يا هل ترى بلد الفرنجة فيها القرف ده ؟ تصدقوا فيها برضه ... بس الفرق انهم عندهم شخاخ الكلاب بس مش الحمير و الحصنة . قال كل واحد من دول يا خويا تلاقيه مربي كلب و ساعات اتنين و تلاتة ، و كل يوم لازم طبعاً الكلب يتمشى و "إتفسحي يا زقزوقة إي إي إي إي إييييه" . معظم الناس بتلم الشخاخ بتاع كلابها ، بس فيه ناس معفنة بتسيبه في الأرض ، و بيحصل برضه انك بالصدفة تيجي رجلك في قلوط من دول . يعني كل حاجة عندنا فيه عندهم منها بس على قليل .

امال هما أحسن مننا ليه؟ في رأيي المتواضع إن احنا عندنا برضه حاجات تانية كتيرة عندهم منها بس قليل ، زي تحجير المخ و الفهلوة و النصاحة اللي ملهاش أي أصل من أساسه . كل واحد فينا فاكر إنه بيفهم في كل حاجة ، و كل واحد فينا ما بقاش مصدق أي حاجة ، حتى الواحد لما يروح لدكتور و يكتب له علاج و يقول له ما تجيبش بديل يبقى علشان الدكتور واخد عمولة من شركة الأدوية ، و لو الدكتور ما قال لهوش على موضوع البديل ده و الصيدلي عرض عليه بديل يبقى الصيدلي عاوز يخلص اللوط اللي عنده قبل ما تاريخ الصلاحية ينتهي ، و لو الدكتور قال له إنت عاوز عملية يبقى الدكتور عاوز يطلع بسبوبة ، و لو ما قال لهوش على عملية يبقى دكتور مش بيفهم ، و لو الدكتور قال له أخرجك من المستشفى تروح بيتكم يبقى الدكتور عاوز يخلص منه و يزحلقه على البيت و لو قال له أقعد في المستشفى كام يوم كمان يبقى أكيد مستنفع من قعاده بشكل أو بآخر . و المشكلة إن الدكتور بيدي للمريض القرار من غير ما يتناقش معاه ، و المريض ما بيسألش الدكتور مش عارف ليه ، و لو سأل الدكتور بيبقى بيسمعه علشان يغلطه و يتأكد من النظرية اللي في مخه إن الدكتور ده حرامي أو مش بيفهم و الدكتور بيشرح للمريض بقرف على إعتبار إن المريض ده برضه مش فاهم حاجة و مش حا يفهم حاجة و كده كده القرار بتاع البيه الدكتور مش حا يتغير علشان المريض مش عاجبه

و يبقى الحال على ما هو عليه ... اللي بيشخ جنب الحيط مستمر في شخاخه علشان ما فيش حمامات و الحكومة مش مهتمة بالحمامات علشان الناس كده كده بتشخ جنب الحيط

جتنا ستين نيلة فينا و في شخاخنا و دماغنا الخرة ... معلش أنا قبحت شوية بس دي كانت قباحة غرضها شريف صدقوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التسميات

٢٥ يناير (29) آدم (1) اخوان مسلمين (15) استشهاد (1) إسلام (26) الأنبا بيشوي (1) الأنبا تاوضروس (1) البابا شنودة (3) البرادعي (2) إلحاد (1) الداخلية (5) الفريق أحمد شفيق (6) الفريق سامي عنان (1) الم (2) المجلس العسكري (14) انتخابات الرئاسة (9) ايمان البحر درويش (1) برلمان (7) بلطجي (7) بولس رمزي (1) بيرم التونسي (1) تعريص (4) تمييز (2) توضيح (35) توفيق عكاشة (2) ثورة (33) ثيؤقراطية (6) جزمة (2) حازم شومان (2) حازم صلاح أبو إسماعيل (2) حب (4) حجاب (1) حرية (18) حزن (3) حواء (1) خواطر (33) خيانة (5) دستور (4) ديمقراطية (13) دين (37) زجل (3) سلفيين (15) سياسة (23) سيد درويش (1) شائعات (3) شرح (25) شرطة (5) شرع (7) شريعة (7) شهيد (5) صور (3) طنطاوي (7) عبد الفتاح السيسي (1) عبد المنعم الشحات (2) عتاب (1) عصام شرف (1) عصمت زقلمة (1) عقيدة (16) علمانية (13) عنف (7) عيد الميلاد (1) غزل (3) غناء (1) فلسفة (1) فوتوشوب (1) فوضى (3) قباحة (8) قبط (21) قصة (3) كنيسة (17) ماريز تادرس (1) مبارك (2) مجلس شعب (7) مرسي العياط (3) مرشد (5) مسيحية (28) مصر (51) معارضة (7) منطق (11) مواطنة (20) موريس صادق (1) نجيب جبرائيل (1) نفاق (1) نقد (36) وحي (1)