قد يختلط الأمر على البعض من غير المسيحيين (و أحياناً للأسف من قلة من المسيحيين) بخصوص السيد المسيح و إيمان المسيحيين به. و فيما يلي ملخص للإيمان الأرثوذكسي القويم بالسيد المسيح، و ذلك لمن يهمه الأمر. يعني من الآخر كده أنا مش باناقش حد في الدين و لا باقنع حد بالمسيحية. أنا باعرض الفكرة و اللي عاوز يقرا أهلاً و سهلاً و اللي مش عاوز يوفر على نفسه وجع الدماغ و الوقت. أرجو يكون الكلام واضح علشان فيه ناس حا تحاول تناقشني في الكلام ده، و ليس الغرض من النوت النقاش. فاهم؟؟؟
أولاً، الإيمان الأرثوذكسي هو الإيمان المسلم للمسيحيين من عصر الآباء الرسل بدون أدنى تغيير، و كلمة "أرثوذكس" تعني مستقيم الرأي، و الكنيسة الأرثوذكسية هي أقدم الكنائس، حيث يعود تاريخها و تعليمها إلى السنين الأولى من التبشير بالمسيحية. و الإيمان الأرثوذكسي منتشر في منطقة الشرق الأوسط و في اليونان و روسيا.
ثانياً، المسيح في المسيحية هو الله الظاهر في الجسد. يعني المسيح مش نبي و لا رسول و لا الكلام ده كله. المسيح هو الله...! طبعاً الكلام ده مش حا يعجب ناس كتير، و أنا مش قصدي اني احايل حد و لا أضيق حد. أن باقول الإيمان الأرثوذكسي في المسيح، و لو مضايقك ما تكملش.
يعني إيه الله الظاهر في الجسد؟ يعني الله أراد إنه يخلص آدم و نسله من الخطية اللي ارتكبها آدم في الجنة بعصيانه لله، فظهر الله في الجسد متخذاً شكل إنسان ليحمل الخطية و العقاب عن آدم. موضوع ليه الله ظهر في الجسد كإنسان و ليه لازم الله يحمل خطية آدم ده موضوع تاني خالص إسمه الخلاص في المسيحية، و ده إن شاء الله حاكتب عنه نوت تانية في المستقبل القريب.
الله الظاهر في الجسد كان يحمل في نفس الوقت الطبيعتين البشرية و الإلهية في إمتزاج كامل لم و لن يحدث له مثيل على مر التاريخ. و لهذا، يطلق على السيد المسيح لفظ "مونوجنيس" و هي لفظة يونانية تعني "وحيد الجنس"، أي أنه ليس من جنسه كائن آخر سواه. الإيمان الأرثوذكسي يقر أن الطبيعتين اللاهوتية و البشرية كانتا كاملتين و في إمتزاج كامل و لم ينفصلا مطلقاً، و هذا هو الإعجاز و هذا هو السر في تسمية السيد المسيح وحيد الجنس.
يعني حا تلاقي آيات في الكتاب المقدس بيتصرف فيها السيد المسيح كإنسان، يعني مثلاً حا تلاقيه بيبكي و بيجوع و يعطش و يتعب و ينام، زيه زي إي إنسان مننا، و ده مش نقص في طبيعة المسيح، لكن ده جزء من الإيمان المسيحي إنه إنسان كامل. واحد حا يقول لي (علشان أنا عارف إن الكلام ده حا يتقال كده كده، يبقى الأحسن اني أقوله بنفسي) يعني كان بيعمل زي الناس (براز و بول) زينا برضه؟ أقول له أيوه طبعاً، أومال كان بياكل و يعرق الفضلات مثلاً؟ واحد يقول لي و كان بيشتهي النساء برضه؟ أقول له لأ... في دي فيه فرق. السيد المسيح كان إنسان كامل من جهة الطبيعة الإنسانية، لكنه كان إنسان بار، يعني منزه عن الخطأ، و ده لأن طبيعته البشرية ممتزجة بطبيعته اللاهوتية. يعني كان بيجوع بس ما كانش "طفس"، و كان بيحتاج ينام علشان يرتاح، بس ما كانش كسول، و كان بيحتاج هدوم يستر بيها جسمه، بس ما كنش بيدور على الهدوم الغالية اللي شكلها فخم. كان زيه زي آدم الأول في الفردوس، اللي كان عايش مع حواء "و كان عريانين و هما لا يدريان". كان له الطبيعة الإنسانية التي لم تلوثها الخطيئة. و علشان كده برضه بنقول على السيد المسيح "آدم الثاني".
و حا تلاقي برضه في بعض آيات الكتاب المقدس السيد المسيح بيتكلم بصيغة الإله الآمر الناهي. يعني ينتهر الموج و الرياح فتسكن، و يأمر الموتى بالقيام من الأموات فيقول "لعازر هلم خارجاً" و يقول للصبية "طليثا قومي". و برضه تلاقيه بيقول كلام ما ينفعش يطلع من غير الله، زي مثلاً ما يقول "أنا هو الطريق و الحق و الحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي".
يعني من الآخر كده، لو عاوز تلاقي اللي بيدل على إنه إنسان حا تلاقي، و لو عاوز تلاقي اللي بيدل على إنه إله حا تلاقي برضه، و ده لأنه زي ما قلت قبل كده إنسان كامل ذو طبيعة بشرية كاملة (لكن طبيعة صالحة لا تعرف الخطية)، و إله كامل ذو طبيعة لاهوتية كاملة. يعني احنا مش بنقول إنه إله و بس، و لا إنه إنسان و بس. هو "الله الظاهر في الجسد". نلخص بقى علشان قعدنا نعيد و نزيد كتير:
المسيح في المسيحية هو الله الظاهر في الجسد كإنسان.
يفضل لنا مشكلة تانية و هي ازاي الله كان موجود في الجسد المحدود ده، و مين كان بيحكم الكون لما الله كان موجود في هذا الجسد. و لو إن الموضوع ده ليه علاقة شوية بالتثليث و التوحيد (و برضه إن شاء الله يكون عليها نوت قريب) إلا إن ممكن مناقشة جزء منه هنا.
لما بتفتح الشباك الصبح في يوم مشمس و يدخل نور الشمس يملا الأوضة اللي إنت قاعد فيها، هل نور الشمس ساب الشارع و دخل قعد في الأوضة بتاعتك؟ و لا النور موجود بره و جوه الأوضة؟ الكيان الإلهي الموجود في كل الكون و الملئ لكل الكون كان موجود بألوهيته في شخص السيد المسيح، و دي مش عجبة يعني...! ازاي مش عجبة؟
عندي ليك سؤال... ربنا مالي الكون و لا مش مالي الكون؟ فكر كويس قبل ما ترد. فكر كويس. ما تستعجلش. ربنا مالي كل الكون؟ كل حتة في الكون؟ و لا فيه حتة من الكون ما فيهاش ربنا؟ قلت لك ما تستعجلش. فكر على مهلك علشان الإجابة تكون عن قناعة. لو ربنا مش مالي كل الكون يبقى ربنا فيه نقيصة ما، و فيه مكان ما يخلو من ربنا، و في هذه الحالة ربنا ما يبقاش إله و لا يبقى ربنا. صح؟ طيب لو ربنا مالي كل الكون، يبقى سعادتك و جنابك و سعادته و جنابه مش برضه فيهم ربنا؟ جسمك ده مش فيه ربنا؟ يبقى كل واحد فينا فيه ربنا...! يبقى إيه الفرق بيننا و بين السيد المسيح؟
الفرق إن ربنا كان موجود في شخص السيد المسيح و جسمه بقوته الإلهية و ليس فقط بوجوده. يعني السيد المسيح كان يحمل الصفات الإلهية في شخصه، و ليس فقط وجود الله في الحيز المحدود للجسم البشري الذي إتخذه السيد المسيح للظهور في العالم. هل ده صعب على ربنا؟ هل ربنا ما يقدرش يعمل كده؟ ما أظنش أن فيه حد مؤمن بربنا ممكن يقول إن ده مستحيل على ربنا (من جهة المقدرة). أما من جهة كون الله "يوافق" يعمل كده من عدمه، فدي هي غالباً اللي عليها الخلاف بين المسيحيين و غير المسيحيين ممن يؤمنون بالله، و دي مجال النقاش في عقيدة الخلاص في المسيحية، اللي غالباً حا تكون النوت الجاية إن شاء الله
اقرأ أيضاً مفاهيم مسيحية أخرى في هذا الرابط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق