هذا المقال القصير يحتوي على ألفاظ قد تكون خادشة للحياء بالنسبة للبعض. لا ينصح بقرائته لمن هم دون السن القانونية و لا لمن هم دون المخ القانونية أيضاً، و لا لمن يستحون من ظلهم.
و قد أعذر من لا مؤاخذة أنذر.
معلش أنا مضطر استخدم في المقالة دي شوية ألفاظ ممكن تكون قبيحة حبة (مش قبيحة أوي و مش قليلة الأدب ، بس التنويه واجب) بس بجد مش حاسس إن اللي في نفسي ممكن أقدر اعبر عن المحتوى الشعوري بتاعه من غير شوية الألفاظ دول .
و أحب أقول اللي بيقرف ما يقراش ، و اللي إبن ناس أوي أو عامل نفسه إبن ناس أوي برضه ما يقراش ، و اللي ما مشيش في الشارع في مصر (مش المهندسين علشان دي مش شوارع ... أقصد شوارع شبرا و امبابة و الأماكن دي) برضه ما يقراش علشان حا يفتكرني باتكلم على بلد تانية . مش عاوز حد بقى يقرا و يرجع يعلق في الآخر يقول دي ألفاظ أبصر إيه و مادرك إيه و الكلام اللي لا يودي و لا يجيب ده . اديني حذرت أهوه ...
و أنا راجع من الشغل بالليل و رايح اركب القطر لبيتنا زي كل يوم, لفت انتباهي عند مدخل محطة القطر , و كان الوقت ساعتها بعد نص الليل , اتنين شبب محترمين و شكلهم نضيف طحن و لابسين بدل شيك جداً واقفين جنب سور المحطة (و ده سور قصير يوصل لفوق الركبة بشوية كده) و بيتكلموا , بس الطريقة اللي هما واقفين بيها كانت غريبة شوية , و لما ركزت (لأن طبعاً المصريين حشريين بطبعهم) لقيتهم بيشخوا على السور (بيترتروا يعني عدم اللامؤاخذة)...! أنا الحقيقة جالي ذهول للوهلة الأولى , لأن طبعاً المحطة فيها توالت نضيف زي اللي في بيتنا , و كل إلي حا يتكلفوه علشان ما يعملوش الحركة الوسخة دي انهم يدخلوا المحطة يترتروا هناك ... حاجة كده تطلع بتاع 3 أو 4 دقايق مشي ... ما تستاهلش يعني الواحد يترتر على السور زي الكلاب .
المهم ... خلاصة الموضوع اني لقيت نفسي بافكر في مقارنة صغيرة كده بيننا و بينهم , مش من ناحية الترترة بس , لكن من ناحية كل الحاجات الوسخة اللي بنعملها و باينة عندنا زي الشمس و اللي هما برضه بيعملوها و مش باينة عندهم رغم انهم بيعملوها .
مثلاً نبدأ بموضوع الترترة ... كل الأماكن العامة هنا تقريباً فيها حمامات نضيفة , و حتى لو كان الحمام مش نضيف جداً (يعني ما ينفعش تقعد جوه تشرب قهوة على الريحة و تقرا الجرنال) فهو نضيف بما فيه الكفاية لإن عينيك ما تدمعش لما تفتح الباب فيهب في وشك هبو الصنان المركز يعميك . بمعنى آخر , مش حا تقرف تخش الحمام تعمل زي الناس عدم اللامؤاخذة . افتكرت الحمامات العامة في قاهرة المعز المحروسة و ازاي الواحد كان بيفضل يحصر نفسه لما يبقى حا يشخ على روحه و لا يدخلش حمام منهم . في مرة كنت واخد الواد ابني جنينة الحيوانات و الواد كان عيل صغير ما ينفعش يمسك نفسه , و حصل المحظور ...! الواد قال لي "بابا عاوز أعمل بي بي" ... طبعاً أنا قلت في عقل بالي يادي المصيبة السودا ... حاجيبله حمام منين دلوقت و الواد بيتقرف . نهايته ... لقيت حمام عمومي في الجنينة و ما كانش قدامي حل تاني ...خدت الواد و دخلته الحمام و اضطرينا طبعاً نعدي بحر الشخاخ اللي منبعه الحمام و ينتهي في بركة من الطينة اللي بره الحمام (على غرار منابع النيل و الدلتا كده) و كان حا يغمى علينا احنا الاتنين جوا الحمام بس الحمد لله قدرنا ننفذ المهمة في سلام و أمان و لبسته الهدوم أي حاجة و السلام و طلعت عدلتها بره . و طبعاً الست اللي قاعدة على باب الحمام (مش عارف دي حرس الحمام و لا دي تشريفة و لا إيه) لازم تاخد حلاوة ما ربنا فكها علينا , أو ربما هي حلاوة ما خرجنا أحياء من الحمام القاتل
من الآخر يعني , الناس اللي بره دول عندهم عالم معفنة و نتنة و احنا كمان عندنا عالم معفنة و نتنة , بس الفرق يمكن في العدد? و لا تفتكروا الفرق في النسبة? الحقيقة مش عارف , بس فكرت إن ممكن يكون فيه فرق تالت , و هو إن كتير من الناس الخواجات حاسين إن البلد بتاعتهم , و معظم الناس في مصر حاسين إن البلد بتاعة الحكومة . مش عارف ليه طول عمرنا حاسين إن الحكومة دي غير الشعب ... زي ما تكون الحكومة دي إستعمار و هبط على البلد مش عارف أبصر منين
غايته ... افتكرت برضه إن فيه ناس بتبقى عندها الوباء في صدرها و بتكح زي المسلولين و في آخر الكحة يتنخم الشحط منهم و يشد من جدور مناخيره و يتف على الأرض لكموظة بلغم حجمها ما يقلش عن لقمة القاضي كده . تصدقوا برضه بيتفوا بلغم على الأرض زينا بالظبط? مش عارف برضه ليه ما باشوفش عندهم كمية البلغم اللي باشوفها في الشارع المصري . الغريب في الموضوع إن اللي كان بيترتر جنب السور ده كان متدارى في الضلمة , بس اللي بيتف لكموظة البلغم ده بيتفها في وضح النهار و على مرأى و مسمع من الجميع , بالظبط زي ما بنعمل في مصر .
حا تقولوا و الزبالة أخبارها إيه? بيرموا برضه زبالة في الشارع ... الحقيقة قليلين اللي بيرموا الزبالة في الشارع بس فيه ناس بتعمل كده . بس زي ما بيرموا الزبالة في الشارع بتيجي ناس تانية شغلتها تنضف الزبالة و تلمها مع أعقاب السجاير من الأرض . المهم برضه إن البهوات اللي بتلم الزبالة دول بيلبسوا أحسن من المواطن المصري المتوسط , و بيبقوا راكبين عربيات صغنونة كده عبارة عن ماكينات شفط علشان يلموا بيها الزبالة من الشارع من غير ما يقعدوا يكنسوا و يعفروا على خلق الله . افتكرت الكناسين الغلابة بتوعنا اللي بيبقوا لابسين هدوم ما إتغسلتش بقى لها على الأقل سمخمخ من الزمان (و ده مش عارف أد إيه بالظبط بس هو كتير أوي , أكتر من القرن و يمكن أكتر من الدهر ذات نفسه) على إعتبار إنه ما فيش داعي نغسل هدوم لم الزبالة لأنها كده كده حى تتوسخ تاني من الزبالة . و إفتكرتهم لما بيكنسوا الزبالة على جنب في الشارع و يقعدوا يتلكعوا علشان حد يظرفهم لحلوح و لا حاجة علشان يشيلوا الزبالة اللي كنسوها و ما يكوموهاش على جنب . زي ما يكون الغرض من نزولهم في الشارع تكويم الزبالة على جنب لحد ما تسد الشارع و تيجي المطرة تنزل عليها في الشتا تدكها في الأرض أو الهوا يطيرها تاني في الصيف و ييجوا كمان كام يوم يلموها على جنب برضه .
نيجي بقى للقرف الأعظم, ألا و هو الخرة عدم اللامؤاخذة برضه . بتبقى ماشي في الشارع في مصر لا بيك و لا عليك و مش مدي خوانة تقوم رجلك تيجي في المحظور و تلاقي نفسك دست على زبل حمار أو حصان أو قلوط كلب عدم اللامؤاخذة تاني . و ده شيء عادي و طبيعي في مصر و تقريباً ما فيش حد فينا بيمشي في الشارع ما إتعرضش للموقف ده . طيب يا ترى يا هل ترى بلد الفرنجة فيها القرف ده ؟ تصدقوا فيها برضه ... بس الفرق انهم عندهم شخاخ الكلاب بس مش الحمير و الحصنة . قال كل واحد من دول يا خويا تلاقيه مربي كلب و ساعات اتنين و تلاتة ، و كل يوم لازم طبعاً الكلب يتمشى و "إتفسحي يا زقزوقة إي إي إي إي إييييه" . معظم الناس بتلم الشخاخ بتاع كلابها ، بس فيه ناس معفنة بتسيبه في الأرض ، و بيحصل برضه انك بالصدفة تيجي رجلك في قلوط من دول . يعني كل حاجة عندنا فيه عندهم منها بس على قليل .
امال هما أحسن مننا ليه؟ في رأيي المتواضع إن احنا عندنا برضه حاجات تانية كتيرة عندهم منها بس قليل ، زي تحجير المخ و الفهلوة و النصاحة اللي ملهاش أي أصل من أساسه . كل واحد فينا فاكر إنه بيفهم في كل حاجة ، و كل واحد فينا ما بقاش مصدق أي حاجة ، حتى الواحد لما يروح لدكتور و يكتب له علاج و يقول له ما تجيبش بديل يبقى علشان الدكتور واخد عمولة من شركة الأدوية ، و لو الدكتور ما قال لهوش على موضوع البديل ده و الصيدلي عرض عليه بديل يبقى الصيدلي عاوز يخلص اللوط اللي عنده قبل ما تاريخ الصلاحية ينتهي ، و لو الدكتور قال له إنت عاوز عملية يبقى الدكتور عاوز يطلع بسبوبة ، و لو ما قال لهوش على عملية يبقى دكتور مش بيفهم ، و لو الدكتور قال له أخرجك من المستشفى تروح بيتكم يبقى الدكتور عاوز يخلص منه و يزحلقه على البيت و لو قال له أقعد في المستشفى كام يوم كمان يبقى أكيد مستنفع من قعاده بشكل أو بآخر . و المشكلة إن الدكتور بيدي للمريض القرار من غير ما يتناقش معاه ، و المريض ما بيسألش الدكتور مش عارف ليه ، و لو سأل الدكتور بيبقى بيسمعه علشان يغلطه و يتأكد من النظرية اللي في مخه إن الدكتور ده حرامي أو مش بيفهم و الدكتور بيشرح للمريض بقرف على إعتبار إن المريض ده برضه مش فاهم حاجة و مش حا يفهم حاجة و كده كده القرار بتاع البيه الدكتور مش حا يتغير علشان المريض مش عاجبه
و يبقى الحال على ما هو عليه ... اللي بيشخ جنب الحيط مستمر في شخاخه علشان ما فيش حمامات و الحكومة مش مهتمة بالحمامات علشان الناس كده كده بتشخ جنب الحيط
جتنا ستين نيلة فينا و في شخاخنا و دماغنا الخرة ... معلش أنا قبحت شوية بس دي كانت قباحة غرضها شريف صدقوني