و قبل أن أدخل في صلب الموضوع أريد أن أؤكد على انني لست ملحداً ، و لكنني احترم رأي الآخر و أحاول أن أناقش بموضوعية مختلف وجهات النظر بدون تحيز أعمى لوجهة دون الأخرى ، و أحاول جاهداً أن أغلب العقل و الدليل على القناعة الشخصية و المشاعر ، و اسمحوا لي أن أوجه سؤالاً لكل الأصدقاء ، و قد وجهت هذا السؤال لنفسي ، و لكنني أريد أن استطلع الآراء لأعرف كم منا فكر أصلاً في هذا السؤال و كم منا وجد إجابة و ما هي الإجابة ، و السؤال هو : ما هو دليلك على وجود الله ؟
من المفهوم في معظم الأديان سماوية كانت أو وضعية أن الإله غير ملموس ، و لا يمكن تحديده أو قياسه ، و لا يمكن رؤيته ، إذاً فالإله فكرة في عقل الإنسان ، و من البديهي أن يوجد البعض ممن ينكرون هذه الفكرة لعدم وجود دليل مادي عليها في هذا العصر الذي شهد ما شهده من التطور و التقدم بسبب الاحتكام إلى العلم و الأدلة الملموسة
و الإنسان من قديم الأزل ، و على حد معرفتنا منذ أن صار التاريخ مدوناً بشكل أو بآخر ، يؤمن بوجود إله أو آلهة ، و لكن هل هذا يعكس معرفة مورثة من أيام آدم الذي عاين الله الذي خلقه أم أنه إحتياج داخل الإنسان للالتجاء لقوة خارقة للطبيعة لحمايته من الأخطار و لتفسير كل ما يعجز العقل البشري عن تفسيره ، و هذا الاحتياج أدى بالإنسان لخلق فكرة الإله لسد هذا الفراغ داخل النفس البشرية
و ينبع من فكرة الإيمان بإله فكرة الحياة الثانية و الخلود بعد الموت ، و هي أيضاً فكرة متشعبة في تاريخ البشر من قبل كل الأديان المعروفة حالياً ، و لا نملك دليلاً ملموساً على وجود حياة ثانية و لا على وجود جنة للنعيم و لا نار للعذاب ، و أيضاً من ذات المنطلق ، هل صنع الإنسان لنفسه هذه الأفكار ليجعل الحياة أسهل و يقلل من الخوف من الموت أم أن هذه الأفكار مورثة من أيام آدم أبو البشر جميعاً ؟
الملحدون لا يؤمنون بوجود إله ، و لا يؤمنون بوجود حياة أخرى بعد الموت ، و ليس معنى هذا أنهم أشرار ، بل أن منهم أشخاص في منتهى الأمانة و الجدية في العمل ، و منهم الخيرين و المتصدقين (و إن كانت الفكرة وراء الصداقة مختلفة ، فهم ينظرون إليها على أنها مساعدات إجتماعية و ليست أوامر إلهية و لا حسنات تكتسب) ، و الكثير منهم عنده ولاء للوطن و المجتمع نفتقده في المجتمعات المتدينة بغض النظر عن ديانتها
أرجو من الأصدقاء أن يقولوا لي رأيهم في هذا الموضوع : ما هو دليلك على وجود إله و حياة أخرى بعد الموت ؟ أرجو الالتزام بالأدلة العلمية المادية و ليس الأدلة التاريخية (و منها النصوص الدينية التي لا تعد دليلاً مادياً) . أرجو أيضاً لمن يريد المشاركة أن يراعي أن هذا سؤال فلسفي ليس له علاقة بدين معين ، و يفضل عدم الاستشهاد بنصوص دينية او إستخدام أحاجيج فلسفية عامة أو أدلة علمية
إلى كل من يظن انني فقدت صوابي : كلا لم افقده ، و انما أحاول أن استخدم عقلي الذي أؤمن أن الله خلقه لي لكي استخدمه و ليس لكي أركنه على الرف
إلى كل من يظن أني كفرت : رغم أن الكثير من الظروف في مصر يدعو للكفر و يشجع عليه ، إلا أن المقطع السابق يوضح انني أؤمن بوجود إله واحد وحيد خلق الكون و يدبره
إلى كل من يرى أن مناقشة هذا الأمر حرام : هل خلق لك الله العقل لتستخدمه في شتى نواحي الحياة و لا تستخدمه للبحث عن الله ؟ ألسنا نقول في اللغة العامية "ربنا عرفوه بالعقل"؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق