سَهِرَ الزعيمُ مفكِّــــــــــــــرا و مُؤرَّقا مُتحيــِّــــــــــــــــــرا
و متمتماً في ســـــــــــــــرِّه متسائلا متأثــِّـــــــــــــــــــــرا
و يُري بحينٍ ساهمــــــــــــا و يُري بحينٍ ثائـــــــــــــــــرا
مُترنِّحا في مَشيـِـــــــــــــــه متأرجحاً متعثـِّــــــــــــــــــــرا
و يردِّدُ الكلماتِ فـــــــــــــي عصبيةٍ متوتِّــــــــــــــــــــــرا
أنا لستُ زين العابديـــــــــن الأمرُ لن يتكـــــــــــــــــــــرَّرا
لا " بوعزيزي " عندنــــــا تلك الحوادثُ نــــــــــــــــادره
فاستيقظتْ من نومهــــــــــا و الوجه منها تغيـَّــــــــــــــرا
قالت أيا زوجي الزعيــــــــمْ لا بأسَ ماذا قد جـــــــــــري
ما دخلُ زين العابديــــــــــن بما أصابك يا تـــــــــــــــــري
تلك البلاد بعيــــــــــــــــــدةٌ و بهم هناك مَن افتـــــــــــري
أو باع أملاكَ البــــــــــــــلاد لأجنبيٍّ و اشتــــــــــــــــــري
أو كان في وقت انتخابــــاتٍ تراه مُــــــــــــــــــــــــــزَوِّرا
أو كان من أهل الفســــــــاد مقرّبا و مسامــــــــــــــــــــرا
أو كان للشعب الفقيــــــــــر مُعاندا و مُحاصـِـــــــــــــــــرا
أو كان في مال العبــــــــــاد مُضيِّعاً أو مُهــــــــــــــــــــدِرا
أو والَي أعداءَ البـــــــــــلادِ مُؤيِّدا و مُناصــــــــــــــــــــرا
نكأَ الكلامُ بنفســــــــــــــــه بعضَ الجراحِ الغائــــــــــــــره
فأجاب مدَّعياً ثبــــــــــــــاتَ الجأشِ أو مُتظاهــــــــــــــــرا
لا شيئ .. لا .. لا تقلقـــــي أنا لن أكونَ مُغــــــــــــــــادِرا
الأمن في بلدي اعتلَـــــــــى و الوضعُ تحت السيطــــــــره
و الشعب عندي طيـّـــــــــبٌ و بلادي دوماً عامـــــــــــــره
أرأيتِهم يا زوجتــــــــــــــي وقت الخطاب مُؤَخَّــــــــــــــرا
و الناس تهتـــــــــــــفُ من سعادتها بملء الحنجــــــــــره
عاش الزعيم مباركـــــــــــاً حكم البلاد و طـــــــــــــــــوَّرا
أرأيتِهم و الكلُّ قــــــــــــــد أبدي السعادةَ غامـــــــــــــــره
كلٌّ أتاني قاصــــــــــــــــداً يُبدي إليَّ مشاعـــــــــــــــــــرَه
و للاحتياط فإننــــــــــــــــي سأظل دوماً حــــــــــــــــــاذرا
أُلهي الجميعَ بخطـّــــــــــــةٍ و بها الخيوط ُمُدبـَّـــــــــــــره
صفْوُ البلاد أمانــــــــــــــــةٌ لم أرضَ أن يتعكَّـــــــــــــــــرا
و لكلِّ أمرٍ ضــــــــــــــــــدُّه إن جاء ما قد كـــــــــــــــــدَّرا
باللين نبـــــــــــــــــــدأُ أولاً نُلهي الجموع الثائـــــــــــــره
ما عندنا إلا احتجاجــــــــاتٌ هناك مبعثـــــــــــــــــــــــــره
و من الوسائل عندنـــــــــا خُطَبُ الزعيم الآســــــــــــره
فتري النزاهة و البلاغــــــة و البيانَ مُعَبــِّــــــــــــــــــــرا
و بها الوعود جميلــــــــــةٌ و تري الرخاءَ مُوفَّـــــــــــــرا
و معدلاتُ زيـــــــــــــــــادةٍ و الفقرُ عاد القهقــــــــــــــري
و من الوسائل عندنــــــــــا وقتٌ لبعض الثرثــــــــــــــــره
تلك البرامج تلتقــــــــــــــي بعضَ الضيوفِ مُحـــــــــاوِرَا
تمتصُّ طاقةَ مَن أتــــــــــي إنْ غاضباً أو ثائــــــــــــــــــرا
و تُفَرِّغُ الغضـــــــــــبَ الذي قد كاد أن يتفجَّــــــــــــــــــرا
و الضيفُ فيها منتقـــــــــيً يأتي و لن يتأخـَّــــــــــــــــــرا
و لكلِّ إعلامٍ نــــــــــــــــري خطاً جميلاً أحمـــــــــــــــــرا
و من الوسائل عندنــــــــــا عند انتخاباتٍ تـــــــــــــــــري
حزباً بكل شجاعــــــــــــــةٍ مَلَكَ المقاعدَ و انبــــــــــــــري
أخذ المقاعدَ كلَّهــــــــــــــــا مُستحوذاً مُستأثــــــــــــــــــرا
إذ عندنا في حزبنــــــــــــــا نفرٌ هناك عباقـــــــــــــــــــره
كلٌّ أتي و بمالـــــــــــــــــــه يسعي إلينا مُشَمِّـــــــــــــــــرا
ملك المقاعد كي يُقـــــــــرِّرَ ما نراه و ما يــــــــــــــــــري
كم كان مجلسنا العتيـــــــــد لما نراه مُمَــــــــــــــــــــــرِّرَا
و هناك أمنٌ حـــــــــــــــازمٌ جابَ المدائنَ و القـــــــــــري
عرباتُ أمنٍ حشوُهــــــــــــا جمعُ الجنودِ الكاســـــــــــــرة
كلٌّ تهيأَ مستعــــــــــــــــــداً عند أيِّ مُظاهـــــــــــــــــــــره
فالكلٌّ أرهف سمعـــــــــــــه صوب الإشارة ناظــــــــــــــرا
و من الوسائل عندنــــــــــا بعضُ التسالي الباهــــــــــــره
بالفنّ و الإعــــــــــــــلام أو عند التنافس بالكـــــــــــــــره
ينسي الجميعُ همومـَــــــهم و تري الجميعَ مُخَــــــــــــدَّرا
و الكلُّ في شَغَفٍ يتابــــــــعُ أو يعلِّقُ ساخــــــــــــــــــــــرا
و الكلُّ يسهر ليلـــــــــــــــه متفاعلاً و مُفكـِّـــــــــــــــــــرا
أما النّهار فجلُّــــــــــــــــــه كلٌّ يُحلل ما يـــــــــــــــــــــري
ينسي رغيف العيـــــش من قمحٍ يكونُ و مـِــــــــــــن ذره
و لدينا عند الغـــــــــرْبِ أو عند اليهود أباطــــــــــــــــــره
ضمنوا لنا العيشَ الكريـــــم و قد مددْنا أواصــــــــــــــــرا
كلٌّ له الأمرُ المُطــــــــــــاع و لن نبوحَ و نجهـــــــــــــــرا
عند الضرورة كلُّهـــــــــــم سيكون خيراً ناصــــــــــــــــرا
أفبعدَ هذا يدَّعــــــــــــــــــي أحدٌ بأنّي قـــــــــــــــــــد أري
يوماً كزين العابديــــــــــــن و تدورُ عندي الدائـــــــــــــره
أبداً فهذا لن يكــــــــــــــون أري الأمورَ مُغايــــــــــــــــره
أنا لستُ زين العابديـــــــــن و الأمرُ لن يتكـــــــــــــــــررا
قالت له فالآن نـــــــــــــــــمْ و غداً سنبحثُ أو نــــــــــري
و دع الظنونَ وراءَ ظهـــرك لا تكن متوتـِّــــــــــــــــــــــرا
و دع الوساوس إنّهــــــــــا فعلاً وساوسُ قاهـــــــــــــــره
مالي أراك مُؤَرَّقـــــــــــــــاً و العين فارقها الكـــــــــــــري
نم يا عزيزي الآن نــــــــــــم فالأمر لن يتكــــــــــــــــــررا
لا " بو عزيزي " عندنـــا و الوضعُ لن يتفجـَّـــــــــــــرا
فالشعب شعبٌ طيــــــــــــبٌ ألِفَ المآسي الحاضــــــــــــره
و دواؤه و علاجــــــــــــــه بعضُ النكاتِ الساخــــــــــــره
و الناصحون المخلصـــــون رأوْا طريقاً آخــــــــــــــــــرا
فالأمرُ فيه إشــــــــــــــــارةٌ طوبي لمن قد فسَّـــــــــــــــرا
أدرِكْ طريقَك عاجــــــــــــلا قم لا تكن متأخـِّـــــــــــــــــــرا
و دع الظنونَ و لا تكـــــــن متغافلاً متكبـِّـــــــــــــــــــــــرا
و استثمر الحــــــــدثَ الذي وعظ َالقلوبَ و ذكَّــــــــــــــرا
طوبي لمن مِن غيــــــــــره أخذَ العظاتِ و قـــــــــــــــــدَّرا
كم ظالمٍ ترك المناصــــــــبَ نادماً مُتحسِّــــــــــــــــــــــــرا
كم مستبدٍّ راحـــــــــــــــــلٍ إنْ طائعاً أو مُجبـَـــــــــــــــــرا
كم عادلٍ في حُكْمـِـــــــــــه ملكَ الأمورَ فيسَّـــــــــــــــــــرا
قد فاز بالذِّكر الجميـــــــــل مقدَّرا و مُعطَّـــــــــــــــــــــــرا
قد حاز أجراً وافــــــــــــرا و ثوابَ ربك حاضــــــــــــــــرا
أعد انتخابــــــــــاتٍ مَضـَت ِفالكلُّ قال مُـــــــــــــــــزوَّره
ليكون مجلسُ شعبِنـــــــــــا يوماً نراه مُوقـَّــــــــــــــــــرا
و المال يُحفظُ أو يُحاســــبُ مَن أضـــــــــــــــاع و أهدرا
ارجع لحضن الشعــب دعْــك من الأعادي الغـــــــــــــادره
إن السعادةَ عندنــــــــــــــــا تأتي إليك مُعمِّــــــــــــــــــــره
بالعدل تمتلكُ القلــــــــــــوبَ تري الجميعَ مُقَـــــــــــــــدَّرا
بالعدل يأتينا النمــــــــــــــاءُ بكل خيرٍ وافــــــــــــــــــــــرا
أدرك خروجاً آمنـــــــــــــــاً مهما تكونُ مُقَصِّــــــــــــــــرا
و اضمنْ نجاةً هاهنـــــــــــا في الدنيا قبل الآخــــــــــــــره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق