السبت، 29 يناير 2011

أنا لستُ زينَ العابدين--شعر أحمد بلال و العهدة على الراوي الذي هو ليس أنا

سَهِرَ الزعيمُ مفكِّــــــــــــــرا و مُؤرَّقا مُتحيــِّــــــــــــــــــرا

و متمتماً في ســـــــــــــــرِّه متسائلا متأثــِّـــــــــــــــــــــرا

و يُري بحينٍ ساهمــــــــــــا و يُري بحينٍ ثائـــــــــــــــــرا

مُترنِّحا في مَشيـِـــــــــــــــه متأرجحاً متعثـِّــــــــــــــــــــرا

و يردِّدُ الكلماتِ فـــــــــــــي عصبيةٍ متوتِّــــــــــــــــــــــرا

أنا لستُ زين العابديـــــــــن الأمرُ لن يتكـــــــــــــــــــــرَّرا

لا " بوعزيزي " عندنــــــا تلك الحوادثُ نــــــــــــــــادره


فاستيقظتْ من نومهــــــــــا و الوجه منها تغيـَّــــــــــــــرا

قالت أيا زوجي الزعيــــــــمْ لا بأسَ ماذا قد جـــــــــــري

ما دخلُ زين العابديــــــــــن بما أصابك يا تـــــــــــــــــري

تلك البلاد بعيــــــــــــــــــدةٌ و بهم هناك مَن افتـــــــــــري

أو باع أملاكَ البــــــــــــــلاد لأجنبيٍّ و اشتــــــــــــــــــري

أو كان في وقت انتخابــــاتٍ تراه مُــــــــــــــــــــــــــزَوِّرا

أو كان من أهل الفســــــــاد مقرّبا و مسامــــــــــــــــــــرا

أو كان للشعب الفقيــــــــــر مُعاندا و مُحاصـِـــــــــــــــــرا

أو كان في مال العبــــــــــاد مُضيِّعاً أو مُهــــــــــــــــــــدِرا

أو والَي أعداءَ البـــــــــــلادِ مُؤيِّدا و مُناصــــــــــــــــــــرا


نكأَ الكلامُ بنفســــــــــــــــه بعضَ الجراحِ الغائــــــــــــــره

فأجاب مدَّعياً ثبــــــــــــــاتَ الجأشِ أو مُتظاهــــــــــــــــرا

لا شيئ .. لا .. لا تقلقـــــي أنا لن أكونَ مُغــــــــــــــــادِرا

الأمن في بلدي اعتلَـــــــــى و الوضعُ تحت السيطــــــــره

و الشعب عندي طيـّـــــــــبٌ و بلادي دوماً عامـــــــــــــره

أرأيتِهم يا زوجتــــــــــــــي وقت الخطاب مُؤَخَّــــــــــــــرا

و الناس تهتـــــــــــــفُ من سعادتها بملء الحنجــــــــــره

عاش الزعيم مباركـــــــــــاً حكم البلاد و طـــــــــــــــــوَّرا

أرأيتِهم و الكلُّ قــــــــــــــد أبدي السعادةَ غامـــــــــــــــره

كلٌّ أتاني قاصــــــــــــــــداً يُبدي إليَّ مشاعـــــــــــــــــــرَه


و للاحتياط فإننــــــــــــــــي سأظل دوماً حــــــــــــــــــاذرا

أُلهي الجميعَ بخطـّــــــــــــةٍ و بها الخيوط ُمُدبـَّـــــــــــــره

صفْوُ البلاد أمانــــــــــــــــةٌ لم أرضَ أن يتعكَّـــــــــــــــــرا

و لكلِّ أمرٍ ضــــــــــــــــــدُّه إن جاء ما قد كـــــــــــــــــدَّرا

باللين نبـــــــــــــــــــدأُ أولاً نُلهي الجموع الثائـــــــــــــره

ما عندنا إلا احتجاجــــــــاتٌ هناك مبعثـــــــــــــــــــــــــره

و من الوسائل عندنـــــــــا خُطَبُ الزعيم الآســــــــــــره

فتري النزاهة و البلاغــــــة و البيانَ مُعَبــِّــــــــــــــــــــرا

و بها الوعود جميلــــــــــةٌ و تري الرخاءَ مُوفَّـــــــــــــرا

و معدلاتُ زيـــــــــــــــــادةٍ و الفقرُ عاد القهقــــــــــــــري


و من الوسائل عندنــــــــــا وقتٌ لبعض الثرثــــــــــــــــره

تلك البرامج تلتقــــــــــــــي بعضَ الضيوفِ مُحـــــــــاوِرَا

تمتصُّ طاقةَ مَن أتــــــــــي إنْ غاضباً أو ثائــــــــــــــــــرا

و تُفَرِّغُ الغضـــــــــــبَ الذي قد كاد أن يتفجَّــــــــــــــــــرا

و الضيفُ فيها منتقـــــــــيً يأتي و لن يتأخـَّــــــــــــــــــرا

و لكلِّ إعلامٍ نــــــــــــــــري خطاً جميلاً أحمـــــــــــــــــرا


و من الوسائل عندنــــــــــا عند انتخاباتٍ تـــــــــــــــــري

حزباً بكل شجاعــــــــــــــةٍ مَلَكَ المقاعدَ و انبــــــــــــــري

أخذ المقاعدَ كلَّهــــــــــــــــا مُستحوذاً مُستأثــــــــــــــــــرا

إذ عندنا في حزبنــــــــــــــا نفرٌ هناك عباقـــــــــــــــــــره

كلٌّ أتي و بمالـــــــــــــــــــه يسعي إلينا مُشَمِّـــــــــــــــــرا

ملك المقاعد كي يُقـــــــــرِّرَ ما نراه و ما يــــــــــــــــــري

كم كان مجلسنا العتيـــــــــد لما نراه مُمَــــــــــــــــــــــرِّرَا


و هناك أمنٌ حـــــــــــــــازمٌ جابَ المدائنَ و القـــــــــــري

عرباتُ أمنٍ حشوُهــــــــــــا جمعُ الجنودِ الكاســـــــــــــرة

كلٌّ تهيأَ مستعــــــــــــــــــداً عند أيِّ مُظاهـــــــــــــــــــــره

فالكلٌّ أرهف سمعـــــــــــــه صوب الإشارة ناظــــــــــــــرا


و من الوسائل عندنــــــــــا بعضُ التسالي الباهــــــــــــره

بالفنّ و الإعــــــــــــــلام أو عند التنافس بالكـــــــــــــــره

ينسي الجميعُ همومـَــــــهم و تري الجميعَ مُخَــــــــــــدَّرا

و الكلُّ في شَغَفٍ يتابــــــــعُ أو يعلِّقُ ساخــــــــــــــــــــــرا

و الكلُّ يسهر ليلـــــــــــــــه متفاعلاً و مُفكـِّـــــــــــــــــــرا

أما النّهار فجلُّــــــــــــــــــه كلٌّ يُحلل ما يـــــــــــــــــــــري

ينسي رغيف العيـــــش من قمحٍ يكونُ و مـِــــــــــــن ذره


و لدينا عند الغـــــــــرْبِ أو عند اليهود أباطــــــــــــــــــره

ضمنوا لنا العيشَ الكريـــــم و قد مددْنا أواصــــــــــــــــرا

كلٌّ له الأمرُ المُطــــــــــــاع و لن نبوحَ و نجهـــــــــــــــرا

عند الضرورة كلُّهـــــــــــم سيكون خيراً ناصــــــــــــــــرا


أفبعدَ هذا يدَّعــــــــــــــــــي أحدٌ بأنّي قـــــــــــــــــــد أري

يوماً كزين العابديــــــــــــن و تدورُ عندي الدائـــــــــــــره

أبداً فهذا لن يكــــــــــــــون أري الأمورَ مُغايــــــــــــــــره

أنا لستُ زين العابديـــــــــن و الأمرُ لن يتكـــــــــــــــــررا


قالت له فالآن نـــــــــــــــــمْ و غداً سنبحثُ أو نــــــــــري

و دع الظنونَ وراءَ ظهـــرك لا تكن متوتـِّــــــــــــــــــــــرا

و دع الوساوس إنّهــــــــــا فعلاً وساوسُ قاهـــــــــــــــره

مالي أراك مُؤَرَّقـــــــــــــــاً و العين فارقها الكـــــــــــــري

نم يا عزيزي الآن نــــــــــــم فالأمر لن يتكــــــــــــــــــررا

لا " بو عزيزي " عندنـــا و الوضعُ لن يتفجـَّـــــــــــــرا

فالشعب شعبٌ طيــــــــــــبٌ ألِفَ المآسي الحاضــــــــــــره

و دواؤه و علاجــــــــــــــه بعضُ النكاتِ الساخــــــــــــره


و الناصحون المخلصـــــون رأوْا طريقاً آخــــــــــــــــــرا

فالأمرُ فيه إشــــــــــــــــارةٌ طوبي لمن قد فسَّـــــــــــــــرا

أدرِكْ طريقَك عاجــــــــــــلا قم لا تكن متأخـِّـــــــــــــــــــرا

و دع الظنونَ و لا تكـــــــن متغافلاً متكبـِّـــــــــــــــــــــــرا

و استثمر الحــــــــدثَ الذي وعظ َالقلوبَ و ذكَّــــــــــــــرا

طوبي لمن مِن غيــــــــــره أخذَ العظاتِ و قـــــــــــــــــدَّرا

كم ظالمٍ ترك المناصــــــــبَ نادماً مُتحسِّــــــــــــــــــــــــرا

كم مستبدٍّ راحـــــــــــــــــلٍ إنْ طائعاً أو مُجبـَـــــــــــــــــرا

كم عادلٍ في حُكْمـِـــــــــــه ملكَ الأمورَ فيسَّـــــــــــــــــــرا

قد فاز بالذِّكر الجميـــــــــل مقدَّرا و مُعطَّـــــــــــــــــــــــرا

قد حاز أجراً وافــــــــــــرا و ثوابَ ربك حاضــــــــــــــــرا


أعد انتخابــــــــــاتٍ مَضـَت ِفالكلُّ قال مُـــــــــــــــــزوَّره

ليكون مجلسُ شعبِنـــــــــــا يوماً نراه مُوقـَّــــــــــــــــــرا

و المال يُحفظُ أو يُحاســــبُ مَن أضـــــــــــــــاع و أهدرا

ارجع لحضن الشعــب دعْــك من الأعادي الغـــــــــــــادره

إن السعادةَ عندنــــــــــــــــا تأتي إليك مُعمِّــــــــــــــــــــره

بالعدل تمتلكُ القلــــــــــــوبَ تري الجميعَ مُقَـــــــــــــــدَّرا

بالعدل يأتينا النمــــــــــــــاءُ بكل خيرٍ وافــــــــــــــــــــــرا

أدرك خروجاً آمنـــــــــــــــاً مهما تكونُ مُقَصِّــــــــــــــــرا

و اضمنْ نجاةً هاهنـــــــــــا في الدنيا قبل الآخــــــــــــــره

Political bullshit: A 7-year-old's view

Being Egyptians, the main concern in the household for my wife and I these days is what is going on in Egypt, and the state of instability and regression of the community to the primeval times. Over the past three days, we have been trying to contact our families back home with no avail. Communications lines (i.e. Internet, cell phones and even land lines) have been cut by the government, as if isolation of Egypt from the rest of the world is possible in this era. We watch the news, which is transmitted via satellites, and we know how bad the situation is over there, and all the world knows what is going on already. Still, the government refuses to restore communications. I am not quite sure if this is a plot to cover up for more terrors that happen there and are not visible to the foreign media or if it is plain stupidity on the part of the regime.

Anyways... It was only natural for my 7-year-old son to ask me several questions about why we were concerned and why we looked so upset and worried. I tried to explain to him to the best of my abilities what was happening. I told him that the people wanted the President to step down. He asked "What do you mean by step down?" I told him that stepping down meant to give up his position as a president and step down from power. He said innocently "Oh, I see...! Stepping down is like demotion while stepping up is like a promotion. So, if the president steps up he becomes a king!" I explained to him that those were two different systems, and that in Egypt we had a president, not a king. I told him we used to have a king, but now we have a president.

The next question was "And why do people want him to step down?" I explained that he was not a good president and he didn't do what was in the best interest of the country. My son voiced his understanding in his words "I get it...! The president is supposed to serve the people, but instead he is making people serve him." I was astonished as to how he got such an idea without much explanation from me, and I concurred with it. The he said "But this is not going to be easy. The president is the strongest person in the country, right?!" Again, I concurred, but I told him that the president is supposed to be elected by people to serve the country, and his power comes from the people who elected him, so when they don't want him he should go away. The 7-year-old boy replied with yet another question "But why doesn't he want to go away?" I found that the answer to this question may not be easy to convey to a boy his age, so I told him I would tell him more about it when he grew up. He insisted, though, to know why Mubarak didn't want to go away. I tried to explain that when people get power, they wouldn't want to let go of this power. He replied "Oh, so he is a power-greedy person," to which I said "Exactly. This is the right word." My son continued "It is like in the Pokemon game when you get more power you wouldn't let go of it, but this is OK in a game, right?!" I agreed with his opinion.

He thought for a while and then told me "But why don't people use brute force to kick him out?" I replied that people are using force and are very angry, and that many died already and many were left with serious injuries. In a childish way he said "If I were there I would have head-butted him and his friends and kicked them out," to which I silently smiled and then told him it wasn't that simple.

Then he wanted to watch some news coverage with me, and he saw some of the rallies that went out to demand the ousting of Mubarak, and he heard them chanting in English "Ben Ali left already... Mubarak get ready..." and asked me what this was. I explained that Ben Ali was another president in another country who was as bad as Mubarak and people revolted against him and ousted him. He then heard one of the people in the rally or one of the reporters (I cannot remember) say that Mubarak had been there for thirty years. The kid raised his eyebrows in astonishment and said "Jeez... He has been president for thirty years already...?!" And I was amazed by the fact that even a 7-year-old could understand that this is too long of a period for one person to assume power in a country. He then asked me "What does Mubarak mean anyways?" I replied that the Arabic word meant "blessed," to which he again replied in amazement "His name is blessed and he does all that evil? Isn't this strange?" I replied to him "That's the irony of it. His name contradicts his actions and attitudes."

Tired of the discussion, I told my son "You know what... It is your bedtime already. Let me take you to bed and we will talk about this subject later." Honestly, this is the best I could come up with to get out of this difficult discussion, but I was totally astounded by what a 7-year-old's view of the political bullshit is!

God save Egypt...

و حياة عينيكم خلوا بالكم

أجلس الآن بعد انتصاف الليل أكتب هذا و أنا لا أدري ماذا يحدث في مصر ، و لا أعلم أي شيء عن أهلي و أصدقائي ، و كنت باكراً أتطلع إلى شاشة التلفزيون و أتابع الأخبار كالغريب ، كمن ليس له في الأمر ناقة أو بعير ، و يتابع الآخرون من حولي فمنهم من يهتم بما يحدث لأنه قد يؤثر على السياسة الدولية و من يهتم لأنه حدث شيق كأفلام الإثارة و "الأكشن" و منهم من يشيح بوجهه عن مشاهد العنف متأذياً و من لا يعير الأمر إهتماماً على الإطلاق ، بينما أنا في وسطهم أود لو أستطيع أن أقفز من خلال الشاشة فأهبط حيث أهلي و بنو وطني أشاركهم همهم و أذود عنهم كما يذودون عن بعضهم البعض ، و أهتف باسم مصر مزهواً بأبنائها و بها و بالعزة التي يشعر بها الآن كل مصري ، فلا أستطيع أن أصل إليهم من خلال التلفزيون و أكتفي رغماً عني أن أردد عبارات لا يفهمها من حولي ، و إن كانوا قد يكونون قد فهموا مغزاها من ملامح وجهي و لغة جسدي ، عبارات مثل "ربنا معكم يا رجالة" و مثل "أيوه كده ... أوعوا تسكتوا لهم" و مثل "ربنا ياخدك يا بعيد و يريحنا منك" ، و أكاد أبكي أحياناً أو أرقص طرباً أحياناً أخرى و تخالطني مشاعر متباينة

أجلس الآن أكتب هذا و قد عقدت العزم على أن اذهب غداً إلى مدينة تورونتو حيث نظم بعد الإخوة مسيرة لتأييد أبناء وطننا في أهم ميدان في المدينة ، و قد اشتريت علماً لمصر و آخر لكندا ، و قد كنت أفكر منذ زمان طويل أن أشتري علم مصر و أضعه في منزلي لكي أعرف أولادي بعالم بلدهم الأصلية ، غير أن مشاغل الحياة ألهتني ، و بمنتهى الصراحة كنت لا أملك ما أقوله لهم عن مصر سوى تاريخها الذي لا يشفع لها و لا يغفر لها قبح حضرها ، غير أنني اليوم أحسست أنني أملك الكثير و الكثير لأقوله لهم ، و أحسست بالفخر أن أكون مصرياً ، و أمسكت بالعلم و بسطته و تأملته ثم التحفت به و نظرت لنفسي في المرآة و ملأني الفخر به ، و كادت دمعة أن تفر من عيني شوقاً إلى وطني الذي خرجت منه بحثاً عن حياة أفضل تاركاً خلفي الكثيرين

لا أعلم ماذا سأفعل غداً و لا ماذا سيكون هتافي ، غير أني أعلم أنني سأعود بعد المسيرة أو المظاهرة -- سمها كما تريد -- سأعود إلى بيتي و زوجتي و أبنائي آمن عليهم و على حياتي و مستقبلي ، و تفكرت في أمر هؤلاء الذين خرجوا في المظاهرات في مصر فضربوا و أهينوا و اعتقلوا و منهم من أصيب بعاهة مستديمة و منهم من لفظ أنفاسه شهيداً لكفاحه من أجل الحرية و الكرامة ، و تفكرت في أمر هؤلاء الذين من قبلهم الذين عذبهم النظام الحاكم و كلابه المسعورة و الذين لا يعلم عنهم أهلوهم شيئاً منذ أن أخذوا منهم عنوة ، و الذين قد يكونون قتلوا و لا نعلم عنهم شيئاً سوى أنهم كانوا -- من وجهة نظر النظام -- يشكلون خطراً على النظام . ماذا ستكون مشاركتي غداً بجانب هؤلاء ؟ إن مشاركتي غداً تتضاءل حتى تكاد أن تختفي في ظل تضحيات العشرات و المئات الذين قادونا لهذه اللحظة . اشرك و أنا آمن على نفسي و أهلي و قد شاركوا و يشاركون و هم لا يعلمون هل سيعودون لذويهم أم لا . حملوا أرواحهم على أكفهم فيجب علينا أن ننحني لهم إحتراماً و إجلالاً و تقديراً .

يعتصر قلبي الحزن على من ماتوا و القلق على من لم يموتوا ، و لا يزال الطاغية قاطعاً كل وسائل الاتصال بيننا ، و لا أملك الآن إلا الدعاء لهم بالسلامة و أن يوفقهم الله فلا يضيع دم الشهداء هدراً ، و لا أملك إلا أن أهمس لهم من الجهة الأخرى من الكرة الأرضية "و حياة عينكم خلوا بالكم من نفسكم" و أصارع دمعة تكاد تغلبني و تفر من عيني

الخميس، 27 يناير 2011

مكتبة الشهيد فلان

كنت أتمنى لو كنت في مصر اشارك الباقين من المصريين في كفاحهم ضد الظلم و الطغيان . إن ثورة الشعب على القهر و الدكتاتورية في مصر هي ثورة غير مسبوقة في التاريخ الحديث . تعلمنا في التاريخ (أيام ما كان فيه علام في البلد) أن الثورات الكبرى في تاريخنا الحديث هي ثورة القاهرة أيام الاحتلال الفرنسي ، و هذه جاءت من الشعب لكنها كانت محدودة في القاهرة ، ثم ثورة عرابي ضد الاحتلال الإنجليزي و كان أحمد عرابي قائدها ، ثم ثورة سعد زغلول في أوائل القرن الماضي و كان سعد زغلول هو ملهمها و قائدها ، ثم ثورة 1952 التي لم يكن لها ملهم إلا معاناة الشعب و لم يكن لها قائد بالمعنى المفهوم ، حيث أن محمد نجيب نحي عن الرئاسة سريعاً بعد استتباب الأمور في البلاد .

كل الثورات السابقة باستثناء ثورة القاهرة كان لها زعيم أو قائد أو ملهم أو مدبر و كانت ثورات ضد المستعمر الغازي ، لكن ما نراه الآن في الشارع المصري يعكس توجهاً جديداً و روحاً لم نرها من قبل . نحن اليوم نرى في الشارع المصري شباباً في مقتبل عمرهم يثورون على الظلم و الطغيان من أبناء بلدهم و ليس من الأجانب ، و يثورون على احتلال مصر من المصريين و ليس من الغزاة ، و لا يقودهم زعيم و انما ألهمهم شاب مثلهم راح ضحية النظام كما راح الكثيرون من قبله . نحن نرى الآن في شوارع مصر ثورة تنطلق من كل ارجاء مصر و لا تتركز في مكان دون الآخر . نحن نرى الآن ثورة يشارك فيها الصغار قبل الكبار و النساء قبل الرجال و يمتزج فيها كل المصريين في نداءات تطالب بالحرية و الآدمية للجميع من دون تفريق بين طائفة و أخرى

إن شعب مصر اليوم يصنع تاريخاً لأمته سيظل يدرس لأبنائها أبد الدهر ، و قد آن الأوان أن نطيح بهؤلاء الطغاة الذين اطلقوا اسماءهم على شوارعنا و مدننا و مدارسنا و مستشفياتنا و كأنهم آلهة مخلدون ، آن الأوان أن نعيد للشعب وطنه و أن نسمي تلك الشوارع و المدن و المدارس و المستشفيات على أسماء من زهقت أرواحهم في سبيل تحقيق الحرية لنا جميعاً و على أسماء كل من اصيبوا بعاهات من جراء الطغيان لنتذوق نحن طعم حلاوة الحرية . ليست هي مصر مبارك يا سيادة الرئيس و انما هي مصر الشهيد فلان ، و ليست هي مكتبة السيدة سوزان مبارك و انما هي أيضاً مكتبة الشهيد فلان و ليست هي مدينة مبارك و انما هي مدينة الشهيد فلان ، و لن تنفد الأسماء لضحايا نظامك الفاسد ، و سنظل نبني مصرنا و نخلد ابطالنا

تحيا مصر ... تحيا مصر ... تحيا مصر

الأربعاء، 26 يناير 2011

جماعة الإخوان المصريين المحظورة

الداخلية بتقول إن المظاهرات اللي طلعت دي كان وراها مجموعات محدودة ذات إتجاهات سياسية معينة ، و علشان يجيبوا من الآخر و يخلوا الناس تكش و يعملوا لنفسهم شرعية ، حطوا الإخوان المسلمين على رأس القائمة ، علشان يعرفوا يبرروا أي عنف تجاه المتظاهرين و أي مظاهر قمع للحريات و التعبير عن الرأي

خلونا بس نفكر شوية بالعقل ... كلنا شفنا الفيديوهات على الانترنت و شفنا مين اللي كان في المظاهرات بيهتف ضد الحكومة و ضد مبارك . أكيد مش كل دول اخوان مسلمين ... و البنات اللي طلعوا معاهم في المظاهرة دول كانوا من جماعة الأخوات المسلمات؟ طيب و البنات اللي مش لابسين حجاب ، اللي هما في الأغلب الأعم مسيحيات ، دول كانوا تبع مين؟ طيب و الممثلين و الكتاب و الصحفيين اللي نزلوا المظاهرة دول كانوا ماشيين ورا مين؟ طيب و الناس الغلابة اللي بيصرخوا من قلة الدخل و غلاء المعيشة و البطالة دول كانوا مع أنهي جماعة؟ طيب و الراجل العجوز اللي معظمنا شافه نايم على الأرض و بيقول "احنا مش مخربين ... عيالي مش لاقيين شغل ... فداكي يا مصر ... باحب ترابك يا مصر" ده كان تبع أنهي جماعة يا خلق هوووووووووه

بيقولوا إن الجماعات دي كنت السبب في إثارة الشغب ، و كل الناس اللي كانت في المظاهرة بيقولوا إن الدنيا كانت هادية نسبياً لحد ما المتظاهرين قرروا يباتوا في الشارع و يعتصموا . لحد هنا بقى و السيد اللواء حبيب العادلي قال ستوووب ، ما عنديش بنات تبات في الشارع...! الواقع إن الحكومة قالت خليهم يهبهبوا زي ما هما عايزين طالما مش ح يعملوا مشكلة أكتر من الهبهبة ، و بعد كده يروحوا بيوتهم و يفتكروا انهم جابوا الديب من ديله و يتفش غليلهم شوية ، لكن لما الحكومة لاقت إن الموضوع مش هبهبة و خلاص ، و إن المسألة داخلة في الجد ، قالت لأ لحد هنا و كفاية عليكم كده ، و كان لا بد على الحكومة انها تفرق المتظاهرين علشان الميدان يصبح نضيف و زي الفل و حركة المرور ترجع طبيعية و يبقى النظام الديمقراطي الجميل ساب الناس تعبر عن رأيها و الناس عبرت و روحت بيوتها و يا دار ما دخلك شر

بس المتظاهرين ما سمعوش الكلام...! الله...! نعمل فيهم إيه بقى دلوقت العالم اللبط دي؟ ما فيش حل غير اننا نضربهم علقة موت ، لكن نقول إيه للناس الأجانب لما يسألون ضربتوهم ليه؟ نقول إن الإخوان المسلمين دخلوا في وسط المتظاهرين و بدأوا أعمال الشغب ، و نقبض على حبة كده و أكيد ح يطلع فيهم واحد ولا اتنين من الاخوان المسلمين و ساعتها نلبسهم تهمة الشغب و التحريض عليه و تبقى خلصت

لكن المتظاهرين عددهم كبير جداً ...! نعمل إيه..؟ نقول إن الإخوان دفعوا بعناصر منهم حوالي عشرة آلاف لإثارة الشغب . طيب بالذمة ، لما الأمن في منطقة المظاهرة مكثف علشان "يحمي" المتظاهرين ذي ما بينخعوا علينا ، العشرتلاف دول دخلوا منين و ازاي يا بشر؟ هو احنا بنتكلم على عشرة انفار؟ دول 10,000 يعني يسدوا عين الشمس . و بعدين يعني ما سمعناش عن أسماء المقبوض عليهم من الإخوان المسلمين ولا عددهم .

مااااااا علينا...

قوم من يخاف بقى لما نقول الإخوان المسلمين....؟ الأقباط... الله ينور عليكم...! قوم ييجي البابا شنودة يقول للأقباط ما تخرجوش في مظاهرات و صلوا من أجل مصر . طيب ما كلنا بنصلي من أجل مصر ، و ح نصلي زيادة اليومين دول . بس ما فهمتش أنا بقى حكاية عدم النزول في المظاهرات دي ...! مش عارف البابا خايف إن الإخوان المسلمين يمسكوا الحكم ولا البابا خايف إن الأقباط يتقفشوا و احنا لسه ما خلصناش من اللي إتمسكوا في أحداث العمرانية و المظاهرات اللي حصلت بعد إنفجار الاسكندرية . و الحقيقة في الحالتين أنا مش شايف أي مبرر للدعوة بعدم النزول في المظاهرات

ما هو إن الإخوان المسلمين مسكوا الحكم ح يعملوا فينا إيه يعني أكتر من اللي اتعمل و اللي بيتعمل ؟ و أدينا بنطالب بحقوقنا مع النظام الفاسد ده و برضه لو الإخوان ما إدوناش حقوقنا ح نطالب بيها زي ما بنعمل دلوقت . خايفين يطبقوا الشريعة الاسلامية ؟ ما يطبقوها ...! أنا لا عايز أشوف مسيحي بيسرق ولا بيزني . خايفين يمنعوا بنا الكنايس؟ و هو يعني الكنايس بتتبني اليومين دول عمال على بطال؟ خايفين يمنعوا المسيحيين من الوصول للمناصب القيادية ؟ و هو فيه مسيحي محترم في منصب قيادي مع النظام القائم؟ خايفين يزودوا الاضطهاد على المسيحيين؟ طيب ما يزودوا...! و هي دي جديدة على الأقباط؟ و هو انتم برضه مش عارفين إن المسيح قال لكم "في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم"؟ تبقوا خايفين من إيه بس...؟

و إن كان البابا خايف الأقباط يتمسكوا مع اللي عمالين يتمسكوا ، طيب هو المفروض يعمل لهم إيه يعني لو إتمسكوا؟ مش دول برضه مصريين زي اللي إتمسكوا؟ يعني هو شيخ الأزهر ولا المفتي ح يتدخل لما المسلمين يتمسك منهم ناس؟ ما يتمسكوا يا قداسة البابا ... سيبهم يتمسكوا و يحسوا انهم مصريين و بيشاركوا في تغيير بلادهم للأحسن . مش إنت اللي قلت مصر ليست وطناً نعيش فيه و لكن وطن يعيش فينا؟ سيبهم يخرجوا في المظاهرات و قول لهم ما يحدفوش طوب و ما يكسروش حاجة الناس و ما يضربوش حد ، لكن يخرجوا يقولوا رأيهم في بلدهم و يعرفوا الحكومة إن الأقباط برضه قرفانين و زهقانين و بيعانوا زي باقي الشعب ما بيعاني

النهاردة احنا مش جماعة 6 ابريل و لا جماعة كفاية و لا الإخوان المسلمين و لا الأقباط ، النهاردة احنا كلنا مصريين ، و الحكومة مش عايزنا ننطق و نقول آااااااااااااااايييييييييي ، الحكومة حظرتنا كلنا يا مصريين ... النهاردة احنا كلنا جماعة الإخوان المصريين المحظورة و كلنا ح نقف مع بعض

إذا كنت شايف نفسك من جماعة الإخوان المصريين المحظورة ، أنشر النوت دي ، خصوصاً للأقباط اللي زي حالاتي ، و ربنا يقف معنا كلنا و يحافظ على مصر لينا و لولادنا

قوم يا قبطي مصر دايماً بتناديك

مش القبطي بس ... كل المصريين لازم يقوموا علشان مصر بتناديهم . مصر بلدك يا قبطي زي ما هي بلد كل المصريين . لو كنت في يوم قلت أو فكرت إن إنت أصل البلد و إن دي أرضك و أرض أجدادك ، يبقى ده يومك علشان تثبت لنفسك و لغيرك إن دي أرضك و إن حبك ليها مش أقل من أي حد عايش فيها ... أقول لك ... إسمع كلام بديع خيري اللي غناه سيد درويش الله يرحمهم و إنت تعرف انك لازم تقوم و تقف مع اخواتك المصريين كلكم صف واحد علشان مصر ... مصر ... مصر ... مصر بلدك اللي خلتك الحكومة ضيف عليها و خلتك تستعر منها و تتكسف انك تقول أنا مصري . آن الأوان ما تتكسفش ... آن الأوان ترفع راسك لفوق في السما لما حد يسألك إنت منين ، ترفع راسك و تقول بعلو صوتك أنا مصري

لو بتحب بلدك صحيح إنشر النوت دي لكل الأقباط اللي تعرفهم . سكوتك قبل كده كان سلبية ، لكن سكوتك دلوقت جريمة في حقك و حق الأجيال اللي بعدك

قوم يا مصرى مصر دايما بتناديك

خد بنصرى نصرى دين واجب عليك

يوم ما سعدى راح هدر قدام عينيك

عد لى مجدى اللى ضيعته بأيديك

شوف جدودك فى قبورهم ليل نهار

من جمودك كل عضمة بتستجار

فين أثارك ياللى دنست الأثار

دول فتولك مجد و أنت فوت عار

شفت اى بلاد يا مصرى فى الجمال

تيجى زى بلادك اللى ترابها مال

نيلها جى السعد منه حلال بلال

كل حى يفوز برزقه عيشته عال

يوم مبارك تم لك فيه السعود

حب جارك قبل ما تحب تحب الوجود

ايه نصارى و مسلمين قال ايه و يهود

دى العبارة نسل واحد مـ الجدود

ليه يا مصرى كل أحوالك عجب

تشكى فقرك و أنت ماشى فوق دهب

مصر جنة طول ما فيها أنت يا نيل

عمر أبنك لم يعيش أبدا ذليل

يوم مبارك تم لك فيه السعود

حب جارك قبل ما تحب تحب الوجود

ايه نصارى و مسلمين قال ايه و يهود

دى العبارة نسل واحد مـ الجدود

الثلاثاء، 25 يناير 2011

هام و عاجل جداً

أعلنت رئاسة الجمهورية المباركية الأبدية (مصر سابقاً) أن السيد الرئيس محمد حسني مبارك سيظل يخدم الوطن غصب عن عين أم الوطن و اللي خلفوه ما دامت جثته لم تتحلل ، و أعلن الطبيب الخاص للرئيس عن أن الرئيس يعتزم إستمرار حكمه للبلاد من على جهاز القلب الصناعي بعد توقف قلبه عن العمل بصورة طبيعية ، و من البديهي أنه ما دام تحت تأثير المخدر أثناء وضعه على جهاز القلب الصناعي فلا يعتبر غياب النشاط الكهربي للمخ موتاً اكلينكياً ، و يعزى غياب النشاط الكهربي للمخ للسيد الرئيس في الوقت الحاضر إلى "نوم القيلولة" و ليس إلى موت و تعفن فكر سيادته و نظامه الفاسد ، و يرجى من الراغبين في التغيير أن يتقوا الله في الراجل اللي بقاله معهم 30 سنة لا كل و لا مل و مستحملهم بقرفهم بفقرهم و جهلهم و العالم المجانين اللي بتحرق روحها ، و الله ولي التوفيق

الجمعة، 21 يناير 2011

الملحدون في الأرض

و قبل أن أدخل في صلب الموضوع أريد أن أؤكد على انني لست ملحداً ، و لكنني احترم رأي الآخر و أحاول أن أناقش بموضوعية مختلف وجهات النظر بدون تحيز أعمى لوجهة دون الأخرى ، و أحاول جاهداً أن أغلب العقل و الدليل على القناعة الشخصية و المشاعر ، و اسمحوا لي أن أوجه سؤالاً لكل الأصدقاء ، و قد وجهت هذا السؤال لنفسي ، و لكنني أريد أن استطلع الآراء لأعرف كم منا فكر أصلاً في هذا السؤال و كم منا وجد إجابة و ما هي الإجابة ، و السؤال هو : ما هو دليلك على وجود الله ؟

من المفهوم في معظم الأديان سماوية كانت أو وضعية أن الإله غير ملموس ، و لا يمكن تحديده أو قياسه ، و لا يمكن رؤيته ، إذاً فالإله فكرة في عقل الإنسان ، و من البديهي أن يوجد البعض ممن ينكرون هذه الفكرة لعدم وجود دليل مادي عليها في هذا العصر الذي شهد ما شهده من التطور و التقدم بسبب الاحتكام إلى العلم و الأدلة الملموسة

و الإنسان من قديم الأزل ، و على حد معرفتنا منذ أن صار التاريخ مدوناً بشكل أو بآخر ، يؤمن بوجود إله أو آلهة ، و لكن هل هذا يعكس معرفة مورثة من أيام آدم الذي عاين الله الذي خلقه أم أنه إحتياج داخل الإنسان للالتجاء لقوة خارقة للطبيعة لحمايته من الأخطار و لتفسير كل ما يعجز العقل البشري عن تفسيره ، و هذا الاحتياج أدى بالإنسان لخلق فكرة الإله لسد هذا الفراغ داخل النفس البشرية

و ينبع من فكرة الإيمان بإله فكرة الحياة الثانية و الخلود بعد الموت ، و هي أيضاً فكرة متشعبة في تاريخ البشر من قبل كل الأديان المعروفة حالياً ، و لا نملك دليلاً ملموساً على وجود حياة ثانية و لا على وجود جنة للنعيم و لا نار للعذاب ، و أيضاً من ذات المنطلق ، هل صنع الإنسان لنفسه هذه الأفكار ليجعل الحياة أسهل و يقلل من الخوف من الموت أم أن هذه الأفكار مورثة من أيام آدم أبو البشر جميعاً ؟

الملحدون لا يؤمنون بوجود إله ، و لا يؤمنون بوجود حياة أخرى بعد الموت ، و ليس معنى هذا أنهم أشرار ، بل أن منهم أشخاص في منتهى الأمانة و الجدية في العمل ، و منهم الخيرين و المتصدقين (و إن كانت الفكرة وراء الصداقة مختلفة ، فهم ينظرون إليها على أنها مساعدات إجتماعية و ليست أوامر إلهية و لا حسنات تكتسب) ، و الكثير منهم عنده ولاء للوطن و المجتمع نفتقده في المجتمعات المتدينة بغض النظر عن ديانتها

أرجو من الأصدقاء أن يقولوا لي رأيهم في هذا الموضوع : ما هو دليلك على وجود إله و حياة أخرى بعد الموت ؟ أرجو الالتزام بالأدلة العلمية المادية و ليس الأدلة التاريخية (و منها النصوص الدينية التي لا تعد دليلاً مادياً) . أرجو أيضاً لمن يريد المشاركة أن يراعي أن هذا سؤال فلسفي ليس له علاقة بدين معين ، و يفضل عدم الاستشهاد بنصوص دينية او إستخدام أحاجيج فلسفية عامة أو أدلة علمية

إلى كل من يظن انني فقدت صوابي : كلا لم افقده ، و انما أحاول أن استخدم عقلي الذي أؤمن أن الله خلقه لي لكي استخدمه و ليس لكي أركنه على الرف

إلى كل من يظن أني كفرت : رغم أن الكثير من الظروف في مصر يدعو للكفر و يشجع عليه ، إلا أن المقطع السابق يوضح انني أؤمن بوجود إله واحد وحيد خلق الكون و يدبره

إلى كل من يرى أن مناقشة هذا الأمر حرام : هل خلق لك الله العقل لتستخدمه في شتى نواحي الحياة و لا تستخدمه للبحث عن الله ؟ ألسنا نقول في اللغة العامية "ربنا عرفوه بالعقل"؟

الثلاثاء، 18 يناير 2011

معلش إحنا بنتكلم

قبطي أنا ، أو ﻷكون منصفاَ للكل و مراضياَ للكل ، فأنا قبطي مسيحي على اعتبار أن المصريين كلهم أقباط ، منهم مسيحيون و منهم مسلمون ، و هذا ما شعرته مع الكثير من اﻷصدقاء و الجيران من المسلمين و ما لم أشعره مع البعض اﻵخر من الزملاء و عامة الشعب .

قبطي مسيحي أنا و كثيراَ ما سمعت من بعض الزملاء من المسلمين ممن هموا للصلاة "ما تيجي تصلي معانا و نكسب فيك ثواب" ، القول الذي ﻻ يمكن أن يقبل منهم إذا كنت أنا القائل ، و تلميح ﻻ يخفى على ذوي اﻷلباب أنني في ضلال و هدايتي في إسلامي .

قبطي مسيحي أنا و قيل لي صراحة و من زملاء مسلمين عندما كنت أتفكر في مجاﻻت التخصص عند ابتداء حياتي العملية كطبيب "بلاش تروح القسم ده علشان مش بياخدوا مسيحيين ، و لو خدوك بالعافية مش ح يعينوك" .

قبطي مسيحي أنا و سمعت بأذني هاتين "اللي ح ياكلهم الدود" و رأيت بعيني هاتين طفلاَ صغيراَ في بلد ريفية يصرخ من خلفي "يا مسيحي" كأنها سبة ، و كان يعلم أنني مسيحي ﻷن عدد المسيحيين في البلدة محدود .

قبطي مسيحي أنا و أبي قبطي مسيحي تخطاه رؤساؤه في الترقية لمنصب مدير عام بالرغم من كفائته و تاريخه المشرف في العمل و أتوا بآخر يصغره بالعديد من السنوات و يقل عنه خبرة ، و لم يبرر التخطي بالطبع ﻷن المناصب القيادية بالتعيين و ليست بالكفاءة و اﻷحقية .

قبطي مسيحي أنا و أمي طبيبة قبطية مسيحية كان البعض من النساء الريفيات--و أكرر من النساء و ليس الرجال—يفضلون الذهاب لطبيب مسلم على أن يذهبوا لطبيبة مسيحية ، اﻷمر الذي يتنافى و الحياء المعهود عن النساء الريفيات أﻻ تكشف عوراتهن على الرجال .

أفأكتب هذا لكي أشكو ؟ و مم أشكو ؟ ﻻ أشكو لمن يقرأ هذه الأسطر ، فأنا أعلم بحكم كوني مسيحي أن هذا سيحدث ، و قد قال لي إلهي "في العالم سيكون لكم ضيق" ، و جعل مع الضيق أملاَ فأكمل "و لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" ، بل و وعدني بالثواب ﻻحتمال الضيق فقال "طوبى لكم إذا طردوكم و عيروكم و قالوا فيكم من أجلي كل كلمة شريرة كاذبين . افرحوا و تهللوا لأن أجركم عظيم في السموات" ، فلا أشكو لمن يقرأ و لكن أتسائل بالعقل و المنطق : أما آن اﻷوان لكي نعامل الجميع بمعيار واحد ؟ و ﻻ أعني الجميع أي المسيحيين و المسلمين ، بل أعني الجميع أي المصريين بغض النظر عن معتقداتهم الشخصية .

يؤسفني و يحزنني أن أرى المصريين منقسمين إلى فئات و نحل ، تركوا أمتهم و وطنهم و تمسكوا بمعتقداتهم كمرجع أصيل لحل كل ما نعيش فيه من هم و كآبة و فقر و جهل استبداد الحاكم و طغيانه و ضعف المحكوم و هوانه . يؤسفني و يحزنني أن أرى الشباب يتظاهرون في غضب هاتفين "بالروح ، بالدم ، نفديك يا صليب" ، و لو قرأوا تاريخ آبائهم لعلموا أنهم كانوا يقبلون الشهادة في صمت من أجل المسيح ، و لو عرفوا دينهم حقاَ لما خرجوا يقذفون عساكر اﻷمن المركزي بالحجارة ، فالمسيحية ليست دين عنف ، و المسيح من أوصى قائلاَ "أما أنا فأقول لكم ﻻ تقاوموا الشر بالشر ، بل من لطمك على خدك اﻷيمن فحول له اﻵخر أيضاَ" ، فإن كنت تفدي صليبك بالروح و الدم ، فتذكر أن السيد المسيح الذي صلب على الصليب لم يقاوم الصلب ، و كان يستطيع .

يؤسفني و يحزنني أن أرى من خرج يتظاهر من أجل امرأة ربما غيرت دينها ، بالرغم من أدلة و شهادات أنها لم تغير دينها ، و لكن يصر الشباب أن هذا تزوير و تلفيق من قبل الكنيسة أو الحكومة أو أمن الدولة ، أو ربما بالتضامن بينهم جميعاَ ، بينما يتركهم اﻷمن يقذفون السباب على الكنيسة علناَ ما داموا ﻻ يسبون الحكومة ، و تشكو الكنيسة من منع بناء بعض الكنائس التي صدر ببنائها قرار و ذلك ﻷسباب أمنية ، و ﻻ يعلم أحد من يضطهد اﻵخر .

يؤسفني و يحزنني أن أرى زهرة شباب الوطن يقبض عليهم و يقتلوا لمجرد كونهم متدينين ، أو أن أرى من زهرة شباب الوطن من يقتل "النصارى" لوجه الله ، أو أن أرى من زهرة شباب الوطن من يقذف مبنى المحافظة بالحجارة من أجل بناء كنيسة و ﻻ يقذفه بها من أجل لقمة العيش و احترام اﻹنسان ، أو أن أرى من زهرة شباب الوطن من يذهب بمحض إرادته يطلب من أعدائها أن يمنوا عليه بنعمة خيانتها ، أو أن أرى من هنا أو هناك من خرج يؤكد على أحقية أهل دين دون اﻵخر في أرض الوطن ، أو أن أرى من هنا أو هناك من يسب أهل الدين اﻵخر و يهين معتقداتهم فينبري له من الطرف اﻵخر من يبادله السب بالسب .

ﻻ الكنيسة هي المرجعية السياسية في الدولة ، و ﻻ اﻷزهر و ﻻ أي جهة دينية أخرى ، و عندما يطالب البعض أن تكون مصر دولة علمانية فهذا ليس كفر و ﻻ شرك و العياذ بالله ، بل هو ما اتبعته دول الغرب التي تبيح التدين مثلما تبيح الكفر ، فأوﻻَ و أخيراَ إن كنت تؤمن بوجود إله قادر على كل شيء ، فهذا اﻹله ليس في حاجة لك لكي تحمي دينه ، و إن كنت تؤمن أن الله خلق لك العقل و خلقك حراَ لتستخدم عقلك الذي خلقه لك و أنه سيحاسبك على ما أعطاك من نعم و ما فعلت بها ، فلا تنكر على اﻵخرين أن يستخدموا حريتهم و عقلهم و اترك حسابهم يوم الدين لله تعالى

كانت الكنيسة الكاثوليكية هي السلطة الدينية و السياسية في إيطاليا حتى تنصيب الملك فيكتور عمانوئيل الثاني ملكاَ على إيطاليا المتحدة في 17 مارس 1861 ميلادية و إعلان روما—المقر البابوي للكنيسة الكاثوليكية منذ القرن الثامن الميلادي—عاصمة للمملكة ، و الذي قام على أثره خلاف بين السلطة البابوية و السلطة المدنية انتهى في 11 فبراير عام 1929 بتوقيع اتفاقية ﻻتيران (نسبة إلى قصر ﻻتيران الذي تم توقيع اﻻتفاقية فيه) و التي نصت على إقامة دولة الفاتيكان (بمساحة حوالي نصف كيلومتر مربع) ذات السيادة المستقلة و الحيادية التامة في المعاملات السياسية و دفع راتب سنوي تعويضاَ للبابا (بصفته و ليس بشخصه) عن الممتلكات التي أخذت من الكنيسة مع اعتبار المسيحية الكاثوليكية الدين الرسمي ﻹيطاليا . إلى هنا و يوجد تشابه كبير مع مصر التي تنص في دستورها على أن اﻹسلام هو الدين الرسمي للدولة ، بل و إن هذا قد تم تضمينه في الدستور اﻹيطالي عام 1947 ميلادية .

غير أنه في عام 1984 ميلادية ، تم تعديل هذه اﻻتفاقية بحيث لم تعد المسيحية الكاثوليكية الديانة الرسمية ﻹيطاليا ، و لم تعد الفاتيكان تتلقى مرتباَ سنوياَ ، بل يتم تخصيص 0.8٪ من الضريبة على الدخل لتوجه لمساعدة أي من اﻷديان المعترف بها في إيطاليا أو للمساعدات اﻻجتماعية التي تنظم من قبل الحكومة (و التي بالطبع ﻻ تفرق بين المواطنين على حسب الديانة) ، و بالرغم من كل هذا ، فإن هناك أصوات كثيرة ﻻ زالت تطالب بفصل الدين عن الدولة في الكثير من المجتمعات الغربية ، و ﻻ أعلم دولة من هذه الدول تعرف ديناَ ما على أنه "الدين الرسمي" للدولة .

إن كنت تؤمن أن الدين لله و الوطن للجميع ، و إن كنت تطالب بالمساواة و الحرية للجميع دون استثناء ، فلتبدأ بنفسك أولاَ ، و إن كنت تستاء من احتجاج بعض اﻷمريكان على بناء مسجد بجوار الموقع السابق لبرجي التجارة التي تم تدميرهما و قد احتجوا و لم يمنعوا ، فلا بد أن تستاء أيضاَ لأن المسيحيين في بلدك ﻻ يستطيعون ترميم دورات المياه في الكنائس بدون إذن من رئيس الجمهورية ، و إن كنت قد فرحت عند انتخاب—و أشدد على كلمة انتخاب—كيث إليسون كأول مسلم في الكونجرس اﻷمريكي كواحد من 435 عضواَ ثم أعيد انتخابه فلا بد أن تحزن على عدم انتخاب أي مسيحي في مجلس الشعب المصري المتكون من 454 عضواَ ، و ذلك ﻷن ابناء وطنك من المسيحيين إما ﻻ يشاركون في العمل السياسي أو أنهم ﻻ أمل لهم في اﻻنتخاب لمثل هذا المنصب ، و أرجو أن تراعي الفارق بين نسبة المسلمين في الوﻻيات المتحدة و الذي يتراوح بين 1-2٪ وو نسبة المسيحيين في مصر و التي تقارب 10٪ (و إن كان البعض للأسف يتباهى بأن المسيحيين في مصر في انقراض مستمر) .

إن كنت تستاء من دعوتي للعلمانية و رفع الوطن فوق الدين فيما يختص بالسياسة و القانون ، و إن كنت تؤمن بوجود إله فوق الجميع ، فأعد التفكير في السبب الذي من أجله خلق لك الله العقل ، و إن كنت ترفض استخدام العقل فتذكر "ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون" ، فلست أنت من تحمي الدين ، فللدين رب يحميه ، و إن كنت تعتقد أن رب الدين في حاجة لحمايتك ، ففيم اختلفت إذن عمن كان يذود عن صنمه ؟

ﻻ أكتب لكي أسيء للإسلام و ﻻ لكي أذود عن المسيحية ، فكلاهما عاش قروناَ من الزمان لم يتأثر بتقلباته و دوران أيامه ، و ﻻ أرى سبباَ يدعو للعداء بينهما ، و قد تعايشا في مصرنا قروناَ طويلة ، و لكنني أكتب لكي أذود عن وطن رأيت الفتنة تنخر في عظامه ، و رأيت الجهل و ضيق اﻷفق يطبقان على أنفاسه ، و رأيت التعصب حتى بين مثقفيه يمزق أوصاله . يا بني وطني ، استفيقوا و أفيقوا و أعملوا عقلكم ، و إن لم تفعلوا هذا فقل على الوطن السلام .

الأحد، 16 يناير 2011

حوار الرؤساء

اجتمع الرؤساء محمد حسني مبارك و معمر القذافي و عمر البشير للتناقش في أحوال المنطقة ، خصوصاَ بعد ثورة شعب تونس و خوف الكثيرين من تكرار هذا السيناريو في بلدان عربية أخرى

حسني : شفت يا قذافي اللي حصل في تونس

القذافي : شفت ... ده شعب جاحد ناكر ل...لجميل ، يشيلوا الريس اللي بقى له فوق العشرين سنة معاهم كده ؟! و بعدين ما هي ما فرقتش أي حاجة ، ما هم برضه حا يدوا الحكم لريس غيره ، تبقى فرقت إيه ؟ ما هو ده ريس و ده ريس و كان الأحسن يخلوهم مع الزين اللي يعرفوه و يعرفهم ، و أنا قلت ...

حسني مقاطعاَ : يا قذافي انت مش فاهم حاجة ، احنا مالنا و مال شعب تونس و لا زين العابدين ، ما إياكش تولع و لا زين العابدين يتحرق بجاز ، المشكلة أكبر من كده ، دلوقت لو الشعوب بتاعتنا حبت تقلد تونس حا تبقى مشكلة كبيرة و احنا ممكن نروح في توكر . فهمت ؟

القذافي : لا ... مش ممكن ده يحصل أبداَ لأن شعب تونس كان ماشي ورا كيكيليكس اللي ضحك عليهم ، و بيقولوا إن كيكيليكس كان عاوز شوية فلوس من ورا الموضوع ده ، و احنا ممكن نلاغي كيكيليكس و نديله اللي هو عاوزه

البشير : مين كيكيليكس دي يا جذافي ، دي خواجة أكيد

حسني : الله يخرب بيوتكم أنتم الاتنين ، مش عارفين ويكيليكس ، ده الدنيا كلها بتتكلم عليها ، انتم ما بتقروش الجرايد

البشير : أنا مش بنعرف نجرا يا هسني ، و بعدين الورج غالي جداَ و منعنا الجرايد في السودان علشان جلنا نسرج فلوس الورج أهسن

القذافي : الدنيا كلها بتتكلم عليها ؟ هي كيكيليكس دي ست ؟ طب ما قلتش ليه من الأول يا حسني ؟ أنا ممكن آخدها في الحرس الخاص بتاعي و أديها اللي هي عايزاه ، و زي ما بيقولوا "اطعم الفم تستحي العين" ، بس يا ريت تكون بنت بنوت علشان الحرس بتوعي كلهم لازم يكونوا عذارى ، و لا أقولك مش مهم ، يعني هو فيه حد ح يكشف عليها ؟!

حسني : يا ابني انت و هو ركزوا معايا ، إحنا دلوقت في الشعوب بتاعتنا اللي ممكن تقلد تونس و تقلشنا

القذافي : شعوب ؟! شعوب مين ؟

حسني : يا قذافي انت مش عندك شعب في بلدك ، مش عندك ناس عايشة في البلد و زهقت منك و انت كاتم على أنفاس أهاليهم من سنة 1969 لحد النهارده ؟

القذافي : عندنا ناس ، لكن دي مش شعوب . دول ناس . و بعدين مش كل الناس زهقت لأن فيه ناس منهم ما تعرفش أصلا ان البلد ليها ريس ، و بعدين حا يزهقوا ليه و متوسط دخل الفرد حوالي 12 ألف دولار في السنة ، و بعدين دول كلهم 6 مليون أول عن آخر

حسني : يعني هم فرقوا إيه عن العشرة مليون بتوع تونس ، هما الأربعة مليون نفر الزيادة دول هم اللي عملوا الثورة في تونس ؟

القذافي : الله أعلم ، بس أنا حا أطلع إشاعة في البلد إني من نسل سيدي عمر المختار رحمة الله عليه و أنا متأكد إن الناس مش حا تقلش واحد من نسل سيدي عمر

البشير : مين سيدي أومار دي يا جذافي ؟ ولي من أولياء الله الصالهين ؟

حسني : اتنيل انت دلوقتي يا بشير ، دا انت حكايتك لسه جاية ، البلد عندك بتتقسم يا منيل على عينك و انت مش عارف تسيطر

البشير : و أنا نعمل إيه يا هسني أكتر من اللي عملناه ؟ وجعنا بين المسلمين و المسيهيين و جلنا ياكلوا في بعضيهم و ما يبجاش ورانا هاجة غير السرجة ، بس مش عارف كيف انجسموا كده

حسني : علشان انت عبيط ... لو كنت لخبطتهم في قلب بعض كان زمانهم عمالين يدبحوا في بعض ، لكن سايب الجنوب يبقى مسيحي و الشمال مسلم و قاعد ساكت ؟ كنت وديت شوية مسلمين في الجنوب و جبت شوية مسيحيين في الشمال و ظبطت أمورك ... مش عارف تتعلم حاجة من مصر أبداَ ؟ إحنا الحق علينا إننا سبناكم تستقلوا بعد الثورة ، لو كانت السودان في إيدي كان الوضع حا يبقى مختلف

البشير : الله الله الله يا هسني ، انت عاوز تاخد السودان مني ولا إيه ؟ إهنا فينا من الهركات دي ؟

حسني : آخد منك إيه اتلهي ... هو أنا ناقص مشاكل . أنا عندي شعب داخل على التمانين مليون ، و كفاية المجهود اللي بأبذله علشان أخليهم يفضلوا مش لاقيين ياكلوا و بيدبحوا في بعض و يتلهوا عننا ، و اللي فيهم بيفهم و لا عنده رأي أدينا بنبني لهم معتقلا...ت و مشغلين قانون الطوارئ بقى له 30 سنة

القذافي : انت بقى لك 30 سنة ريس ؟

حسني : خمس خمسات و خمسة في عينك و عين اللي ما يصلي على النبي

القذافي : ما تخافش يا حسني ، أنا مش قصدي أحسدك ، دا أنا نفسي بقى لي 41 سنة

حسني : الحظ لما يآتي يخلي الأعمى ساعاتي يا قذافي ، ده أنت كنت عيل عندك 27 سنة لما خليت الملك إدريس يروح يتعالج بره و نطيت على الكرسي

القذافي : أنا مش عاجبك يا حسني ... طيب أنا ماشي و شوف مين اللي ح يساعدك في مشكلتك ، و ح أبعت لك السفير قبل ما أوصل ليبيا ، و ح أقفل الحدود و أطرد المصريين اللي عندي خليهم ييجوا يقرفوك ، و ابقى قابلني لو خدوا فلوسهم اللي ليهم في ليبيا

(يخرج القذافي غاضباَ و خلفه حرسه الخاص من العذارى المفترسات)

البشير : و بعدين يا هسني ، راه نعمل إيه في المشاكل بتاعتنا ؟ نكلم بشار الأسد يمكن يدلنا على هاجة ؟

حسني : بشار إيه ده العيل اللي ح نكلمه ، و بعدين ده ما لوش خبرة كافية في احتلال الكرسي زينا ، و واد دكتور كده مش راجل عسكري زينا ، سيبك منه دلوقت لأن ممكن شعب سوريا ما يكونش لحق يزهق منه ، و بعدين ما هي سوريا حواليها لبش من كل حتة : إسرائيل و لبنان و العراق . مش ممكن السوريين يفكروا في ثورة طول ما هم فاكرين إن النظام حاميهم من اللبش .

البشير : طيب نكلم بتوع الأردن و لا المغرب ؟

حسني : يا عم دول ممالك ، يعني كده كده ما عندهمش مشكلة ، إحنا جمهوريات يا بشير ، المصريين كل شوية يطلع منهم ناس يقولوا لا للتوريث و يعملوا دوشة و أنا عايز أظبط الكرسي لجمال بس الدنيا مليانة قلق ، المهم أنت ح تعمل إيه في الانقسام اللي عندك ؟ الميه لو انقطعت عن مصر الشعب مش ح يسكت يا بشير و ساعتها قول علي و عليك يا رحمن يا رحيم

البشير : و الميه تنجطع ليه يا هسني ؟

حسني : أنت مش عايش في الدنيا يا جدع أنت ؟

البشير : عايش يا هسني ، أومال بنكلمك إزاي ؟

حسني : طيب ناوي تعمل إيه في الانقسام ؟

البشير : خليهم ينجسموا يا هسني لو رجالة . لو انجسموا ح أطبج الشريعة الإسلامية في الشمال و الناس ح تمشي وراي و تعمل اللي أجول عليه لأني ح أكون القائد البطل اللي طبج الشريعة ، و أنت عارف إن الشعوب بتاعتنا متدينة و سهل التأثير عليها بالدين

حسني : يا ابن الإيه ... أهو كده حتى لو الانقسام حصل تفضل إنت على الكرسي ، و أنا اللي كنت فاكرك عبيط ! بس أنا ما أعرفش أعمل كده في مصر لأن المسلمين و المسيحيين مع بعض في كل مكان ، ده حتى لما القنبلة بتاعة الاسكندرية انفجرت ، المسلمين طلعوا مع المسيحيين مظاهرات و راحوا باركوا لهم في العيد جوه الكنايس

البشير : أجولك يا هسني ، خلي الجو مشهون كده على طول لهد ما الانتخابات تيجي ، و أهي قربت خالص ، و طول ما الشعب مش لاقي ياكل و كل شوية تطلع هاجة تكره المسيهيين في المسلمين و المسلمين في المسيهيين مش ح يبقوا فاضيين يروحوا ينتخبوا ، و ممكن كمان تفجر جنبلة و لا اتنين قبل الانتخابات على طول و تقبض بسببهم على كل المعارضين على إنهم مشتبه فيهم أو تلفق لهم قواضي تجسس و تعدمهم

حسني : بس الحكاية مش سهلة كده يا بشير ، مصر برضه فيها ناس بتفهم و واعية

البشير : يعني يطلعوا كام دول يا هسني وسط التمانين مليون

حسني : مش كتير ، بس بيعملوا دوشة جامدة مع الإنترنت و كده

البشير : اجطع النت عن البلد قبل الانتخابات يا هسني

حسني : و الله فكرة مش بطالة ، بس الشباب الضايع اللي سهران طول الليل يتفرج على المواقع إياها لو قطعت عنه النت يمكن يصحالي و يبدأ يفكر في حال البلد ... باينها مقفلة زي الدومينة يا بشير !

البشير : إنت فلوسك جوه البلد و لا براها يا هسني ؟

حسني : هو أنا اتجننت أسيب الفلوس جوه يا بشير ؟ إنت بتكلم عيل مبتدئ و لا إيه ؟

البشير : و طيارتك جاهزة و لا لأ يا هسني ؟

حسني : بدل الطيارة كذا طيارة كلهم جاهزين يودوني آخر الدنيا

البشير : خلاص يا هسني ما تخافش ، لو هصل المهظور اركب الطيارة و جول يا فكيك

حسني : برضه معقول يا بشير ! و يبقى برضه أهون الأمرين إني خرجت بجتتي سليمة . قوم نتعشى يا بشير ، النهارده شاويين شاب ورور من الملتحين اللي بنمسك فيهم عمال على بطال ، و علشان خاطر إنك مشرفنا النهارده أمرت يشووا واحد قبطي كمان من اللي مسكوهم في المظاهرات الأخرانية ، أمانة عليك تقول لي الفرق بينهم في الطعم إيه لأني مش عارف أميز بينهم

التسميات

٢٥ يناير (29) آدم (1) اخوان مسلمين (15) استشهاد (1) إسلام (26) الأنبا بيشوي (1) الأنبا تاوضروس (1) البابا شنودة (3) البرادعي (2) إلحاد (1) الداخلية (5) الفريق أحمد شفيق (6) الفريق سامي عنان (1) الم (2) المجلس العسكري (14) انتخابات الرئاسة (9) ايمان البحر درويش (1) برلمان (7) بلطجي (7) بولس رمزي (1) بيرم التونسي (1) تعريص (4) تمييز (2) توضيح (35) توفيق عكاشة (2) ثورة (33) ثيؤقراطية (6) جزمة (2) حازم شومان (2) حازم صلاح أبو إسماعيل (2) حب (4) حجاب (1) حرية (18) حزن (3) حواء (1) خواطر (33) خيانة (5) دستور (4) ديمقراطية (13) دين (37) زجل (3) سلفيين (15) سياسة (23) سيد درويش (1) شائعات (3) شرح (25) شرطة (5) شرع (7) شريعة (7) شهيد (5) صور (3) طنطاوي (7) عبد الفتاح السيسي (1) عبد المنعم الشحات (2) عتاب (1) عصام شرف (1) عصمت زقلمة (1) عقيدة (16) علمانية (13) عنف (7) عيد الميلاد (1) غزل (3) غناء (1) فلسفة (1) فوتوشوب (1) فوضى (3) قباحة (8) قبط (21) قصة (3) كنيسة (17) ماريز تادرس (1) مبارك (2) مجلس شعب (7) مرسي العياط (3) مرشد (5) مسيحية (28) مصر (51) معارضة (7) منطق (11) مواطنة (20) موريس صادق (1) نجيب جبرائيل (1) نفاق (1) نقد (36) وحي (1)