إحرق كنيسة... إقطع ودن واحد قبطي... اعمل مظاهرة في ماسبيرو علشان تدافع عن القبطي... طلع شوية مهابيل يزعقوا و يقولوا عاوزين حماية دولية للأقباط... سيب المتطرفين يعلوا صوتهم و اكتم صوت المعتدلين... خوف المسيحي من المسلمين... كره المسلم في المسيحيين...
و بعدين...؟؟!!
نخاف و نكش من ده الوش؟ طيب نطلع نتخانق و نزعق و نضرب و نكسر؟ نعمل إيه؟
عاوزين تعرفوا نعمل إيه؟ أقول لكم... نعقل...!
لا المظاهرات و الصوت العالي هاينفعونا بحاجة و لا الانطواء و الإنسحاب و الانكماش هاينفعونا بحاجة. المطلوب اننا نطالب بحقوق المواطن المصري، و نصر على تأكيد حقوق المواطنة و سيادة القانون و المساواة التامة أمام القانون. صوتنا ممكن يوصل لآخر الدنيا من غير ما نزعق و نكسر و نتصرف بهمجية. في الزمن اللي احنا فيه ده، خبر حرق الكنيسة اتعرف في أمريكا الشمالية قبل ما يوصل لكل المسيحيين اللي في مصر...! و من غير مظاهرات و لا زعيق...!
المسيحي المصري هو مواطن مصري زيه زي أي مواطن في الدولة، بغض النظر عن دينه. المخلوع بقى له سنين طويلة عمال يقنع المسيحيين إنه بيحميهم من الإرهاب الإسلامي، و كانت النتيجة شق صف المجتمع إلى أقلية من المسيحيين حاسين بالاضطهاد و خايفين من الأغلبية المسلمة اللي فيه كتير منهم كان حاسس بالغيرة من المسيحيين علشان الحكومة بتقول انها بتحميهم...! كنت بتشوف ضابط صف واقف قصاد باب كل كنيسة و ما تشوفش حتى غفير واقف على باب الجامع، و يوم ما تشوف شرطة قصاد الجامع تعرف انهم جايين يقبضوا على حد.
مش من مصلحة أي مصري إن المصريين يتقسموا قسمين مش طايقين بعض.
يعني نسكت؟ ناخد على قفانا و نقول كمان؟ نمشي بمبدأ من ضربك على خدك الأيمن حول له الآخر أيضاً؟
لا ما نسكتش. لو إنت فاهم إن تحويل الخد الأيسر ده معناه انك تسكت و تتعود على اللزق على قفاك تبقى غلطان و ستين غلطان. السيد المسيح لما ضربه العبد على وجهه أثناء محاكمته قال له:
إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟
يعني ما حولش الخد الأيسر و هو ساكت. السيد المسيح علمنا اننا ندافع عن حقنا لكن مش بالعنف و لا بالصوت العالي. لو عاوز تسمع كلام السيد المسيح يبقى افتكر إنه قال لك:
فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.
لو عاوز تتمثل بالسيد المسيح، اديه إدالك مثال ازاي تدافع عن حقك من غير عنف و لا صوت عالي. افتكر إن السيد المسيح قيل عنه:
لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ. لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ.
واخد بالك إنت من الجملة بالظبط؟ واخد بالك من الحق؟ الهدف هو إخراج الحق إلى الأمان، و هو "لا يكل و لا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض". يعني ما قعدش ساكت و غلبان و قال لك "ربنا يسامحك" و هو دمعته على خده. و برضه ما قعدش يجعر و يشد في شعره و يجري في الشارع علشان يجيب الحق.
يعني إيه؟ يعني طالب بحقك و حق اخواتك من غير ما تعمل شغب. وصل صوتك لآخر الدنيا من غير ما تكون همجي. فهمت دلوقت كان البابا شنودة يقصد إيه لما قال "شبابنا مش بتوع مظاهرات"؟ علشان مش المفروض تطالب بحقك بعلو الصوت و الشغب، لكن بالمطالبة المستمرة الهادئة التي لا تكل و لا تنكسر. و للأسف معظم المظاهرات بتاعتنا فيها صوت عالي و فيها شغب بشكل أو بآخر.
عارف تعمل إيه تاني؟ تصر على انك مصري، مش بس مسيحي. ما ينفعش تقول "أنا أصل البلد و المسلمين ضيوف" و لا ينفع تقول "البلد دي خلاص ما بقتش بتاعتنا". البلد دي بتاعة كل المصريين اللي كانوا بيعبدوا آلهة الفراعنة و بعدين بقى بعضهم مسيحيين و بعدين بقى بعضهم مسلمين. جارك اللي ساكن قصادك في الشارع مش جاي من السعودية. جارك ده ممكن لو رجعت بالزمن لورا تلاقي جدكم واحد...! و الهجرة مش الحل على فكرة. أنا مهاجر و باقول لكم الهجرة مش هي الحل. طول عمرك في الغربة هاتفضل حاسس انك سمكة خرجت من المية. مش كده و بس. مش كل واحد يقدر يهاجر. الحقيقة إن معظم الناس في مصر ما عندهاش فرصة الهجرة حتى لو عاوزين.
عارف تعمل إيه كمان؟ إسمع كلام بولس الرسول:
لاَ تُجَازُوا أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ. مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ قُدَّامَ جَمِيعِ النَّاسِ. إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ. لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ».
يعني و إنت بتطالب بحقك من غير صوت عالي و لا شغب، ما تحاولش تنتقم لنفسك و لا تكره عدوك. اكرمه...! اللي مش مصدقني يفتكر قصة المعلم إبراهيم الجوهري، و مش هاذكرها بالتفصيل تفادياً للملل.
لما بولس الرسول يقول في الكتاب المقدس "إن جاع عدوك فأطعمه و إن عطش فاسقه"، هل ده معناه انك تاخد جنب من عدوك؟ ده مش بيقول لك اتعامل معاه بس، ده بيقول لك أطعمه و اسقه. يعني لو خدت جنب من المجتمع المسلم اللي إنت شايف إنه بيضطهدك ده مش صح يا عمنا. المسيحية ما بتقول لكش إنعزل و خد جنب.
ما تفهمنيش إن كل المسلمين اللي تعرفهم بيضطهدوك. مش ممكن...! هما المسلمين دول عصابة كده زي عصابة القناع الأسود بتاعة ميكي و لا مثلاً الأربعين حرامي بتوع علي بابا؟ ما أنا كنت عايش في وسط المسلمين برضه يعني ما كنتش عايش في كوكب زحل. آه فيهم ناس مخهم راكب شمال، و دول مشكلتهم انهم لا إتعلموا صح و لا فهموا صح، و علاجهم اننا نعلمهم و نفهمهم. لكن معظم المسلمين اللي عرفتهم كانوا ولاد ناس و أخلاقهم زي الفل و ما شفتش منهم حاجة وحشة.
و برضه ما تفتكرش إن المسيحيين دول ملايكة يا باشا. بمنتهى الصراحة و البجاحة أنا عرفت مسيحيين ما تقلعهمش من رجلك، و كنت اتمنى لو ما عرفتهمش و لا شفتهم من الأساس.
يعني سواء المسيحيين و لا المسلمين فيه منهم إبن الناس و فيه منهم الجاموسة اللي بتشخ مكان ما بتاكل.
إيه رأيكم نركز على اللي ممكن ولاد الناس يعملوه بالاشتراك مع بعضهم علشان يحولوا الجواميس إلى بني آدمين؟ الكلام ده ممكن و مش أحلام وردية، لكن محتاج نبدأ نشتغل النهاردة علشان ولادنا يشوفوا النتيجة. أوع تكون فاكر إن تحرير العبيد في أمريكا ده جه في يوم و ليلة، و لا إن إضطهاد السود قل في غمضة عين. ده خد سنين و سنين و مجهود كبير من شوية ناس قليلين علشان المجتمع كله يتغير.
و المجتمع اتغير و ممكن أي مجتمع يتغير. المهم نبدأ نحاول نغيره.
مجموع الحوادث الكبرى في الكنايس السنة دي أربعة، ابتدت بكنيسة القديسين في الإسكندرية ثم كنيسة سول ثم كنيسة امبابة ثم أخيراً كنيسة ادفو. يا ريت ما نخليش التمن اللي إتدفع يروح هدر. أكيد فيه ناس كتير من اخواتنا المسلمين المتعقلين عندهم إستعداد يبدأوا يغيروا المجتمع و يحاولوا يعملوا من الجواميس بني آدمين. حط ايدك في أيديهم و شوف ممكن تعملوا سوا إيه علشان مصر اللي عاوزين ولادكم يشوفوها.
أما لو مش عاوزين ولادكم يشوفوا مستقبل من أساسه، خليكم منعزلين و سلبيين، أو خليكم في الصوت العالي و الشغب.
الله يخرب بيوتكم زهقت من الكتابة....! روحوا بقى...! قوم منك له إنتو لسه قاعدين؟ قوموا اعملوا حاجة مفيدة....!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق