الجمعة، 20 يوليو 2012

من هو الله؟

معظم من يدينون بدين توحيد (أيْ عبادة إله واحد أو Monotheism) في العالم لهم تخيل معين أو "نموذج" معين إن جاز التعبير لذلك الإله الذي يعبدونه، و ربما لكل من يؤمن بوجود إله أو آلهة تخيل بشكل أو بآخر لذلك الإله أو تلك الآلهة، و في الحضارات القديمة التي عبدت آلهة عديدة مثل الحضارات الفرعونية و الإغريقية و الرومانية و حتى في الحضارات الأقل تقدماً و شهرة مثل الڤايكنج نجد دائماً أن لكل إله صفات تميزه عن غيره من الآلهة، و لكل إله دور في الحياة و قدرات تختلف عن غيره من الآلهة.

أما من يؤمنون بوجود إله واحد فعندهم تصور لهذا الإله يتشابه إلى حد كبير بين دياناتهم، و ربما كان هذا التشابه ناتجاً منطقياً أساسياً ينبع من الإيمان بكمال صفات الله و أنها مطلقة لا نسبية فيها و لا نسبية بينها و بين أي شيء آخر، و قد ناقشت هذه النقطة تحديداً في مقال سابق. أما إن سلمنا بأن قدرة الإله محدودة، فعندئذ فقط يمكن أن ندعي وجود أكثر من إله لكل منهم قدراته المحدودة بحيث تكمل هذه القدرات بعضها البعض. و صفات الله في هذا "النموذج الإلهي التوحيدي" قد تختلف قليلاً بين ديانة و أخرى، غير أنها في المجمل متشابهة في مختلف الديانات. و أَقْصِر حديثي في هذا المقال على اليهودية و المسيحية و الإسلام، فبصفتي قبطي أدين بالمسيحية و أعلم العقيدة اليهودية بشكل جيد، و بصفتي مصري قد تربيت في مجتمع إسلامي و تعلمت عن الإسلام في المدرسة و من وسائل الإعلام و أيضاً من قراءاتي الشخصية و سهَّل لي ذلك أن لغتي الأم هي اللغة العربية التي أجيدها أكثر بكثير من عامة المتحدثين بها.

و سأحاول أن ألخص الصفات المشتركة لله في النموذج الإلهي التوحيدي في تلك الديانات الثلاث في النقاط التالية مع محاولة توضيح كل نقطة باختصار:

  • القدرة المطلقة (Omnipotence). لا شيء يستحيل على الله مهما كان. الله يفعل ما يريد وقتما يريد و كيفما يريد بدون أي قيد أو شرط. ربما تكون هذه الصفة و الصفة التالية لها أهم صفتين في النموذج الإلهي التوحيدي.
  • اللانهائية (Infinity). الله غير محدود في كل صفاته و لا يمكن قياسها كمّاً. كلها مطلقة و لا نسبية فيها. قال لي صديق ذات مرة "إن الله غير محدود فلا نستطيع وصفه"، فسألته "و كيف تعبد من لا تستطيع وصفه؟ إذا طلبت منك أن تحدثني عن إلهك أسيكون ردك أنك لا تستطيع وصفه؟" لله صفات نستطيع بكل تأكيد أن نذكرها إذا فكرنا فيها، و لا نستطيع قياسها لأنها مطلقة غير محدودة. إذا قلنا إن فلاناً كريم فنحن لا نحدد في ذلك مدى كرمه أو إن كان أكرم من شخص آخر أو أقل منه كرماً. أما إذا قلنا إن الله قادر فإننا بذلك نعني ضمنياً أن قدرة الله لا تحدها حدود و لا تقارن بأي قدرة يدركها البشر. و القول بأن صفات الله مطلقة لا تقارن يعني في نظري مفهوم اللانهاية في الحساب، و عندما أفكر في صفات الله أفكر دوماً في أنها لانهائية، فلا يمكن أن يكون عدل الله أكثر من رحمته و لا قدرته أكثر من علمه.
  • الكينونة الذاتية (Aseity). الله كائن بذاته و في ذاته، و هو كائن غير منتقص حتى و إن لم يكن هناك غيره، فهو غير محتاج لأي سبب ليكون، و غير محتاج لأي سبب ليستمر في الكينونة. و في ذلك يختلف عن باقي ما في الكون، فباقي الكون نتيجة لسبب، أما الله فلا سبب له. و ذلك ناتج من قدرة الله المطلقة، فلو كان الله يحتاج لمن يوجده لما كان مطلق القدرة، و لكان من أوجده أولى بالعبادة منه. قالت لي صديقة ذات مرة "إن الله خلق الكون بما فيه لغرض التعبد له و ذلك لكي تكتمل صفات الله، إذ لا يصح أن يكون هناك معبود من دون عابد". و عندي اعتراض كبير على هذه الفرضية، فإن صحَّت الفرضية فإن الله لم يكن إلهاً كاملاً حتى خلق الكون بما فيه، و لكان الكون سبب من أسباب اكتمال صفات الله، و هو ما يتعارض مع الصفة الإلهية التي نحن بصددها.
  • السرمدية (Eternity). الله كائن منذ الأزل و إلى الأبد، لم يولد أو يخلق و لن يموت أو ينتهي. و هذا جزء من لانهائية الله في الزمن. الله كائن قبل كل الأشياء و لا بداية له، و هو كائن بعد انتهاء الزمن و لا نهاية له. الله خلق الزمن و أوجده، و هو خارج حدود الزمن المخلوق.
  • الثبات (Immutability). الله يغير و لا يتغير و صفاته ثابتة منذ الأزل و إلى الأبد. لا تتباين صفات الله من مكان لآخر و لا من زمان لآخر. التغير سمة من سمات المخلوق و ليس من سمات الخالق. من جهة الكم فإن صفات الله لا تتغير لأنها لانهائية، و اللانهاية لا تزيد عن اللانهاية و لا تنقص عنها. أما من جهة الصفات ذاتها فإن الله لا يفقد صفة من صفاته و لا يكتسب صفة جديدة، لأن ذلك يعني أن التغير نتج عن سبب، و أن السبب أقدر من الله ليغيَّره، و أول صفة من صفات الله تكلمنا عنها هي القدرة المطلقة، فلا يمكن أن يكون هناك ما هو أقدر من الله. و إن افترضنا أن الله أراد أن يغير نفسه فأكسب ذاته صفة جديدة أو أفقد ذاته صفة من صفاته، فإن ذلك يعني أن الله انتقل من حالة لأخرى، أو بالمعنى الفيزيائي خضع للزمن، إذ يلزم التغير من حالة لحالة مرور زمن، و قد أوضحنا في النقطة السابقة أن الله خارج نطاق الزمن. و عليه فإن ثبات صفات الله لازم في النموذج الإلهي التوحيدي.
  • الوحدانية (Oneness). الله واحد لا شريك له في الألوهية و لا يوجد في الكون من يشابه الله في صفاته كماً و كيفاً (ليس كمثله شيء). و قد ناقشت ذلك من قبل في مقال سابق، و هذا ناتج منطقي مباشر لقدرة الله المطلقة اللانهائية و ثبات صفات الله.
  • التواجد المطلق (Omnipresence). الله موجود في كل مكان في الكون لا تحده حدود، و هذا جزء من لانهائية الله في المكان. ليس هناك مكان في الكون يخلو من وجود الله، و لا حتى الجحيم نفسه، و قد ناقشت هذا بتفصيل أكثر في مقال سابق.
  • العلم المطلق (Omniscience). الله عالم بكل شيء و عنده المعرفة التامة خارج حدود الزمان و المكان، و هذا جزء من لانهائية الله في الإدراك و المعرفة. الله يعلم ما يحدث في كل مكان و في كل زمان، و الله يختلف عن البشر في علمه، فهو خارج خط الزمن، و يعلم كل شيء منذ الأزل قبل أن تكون الأشياء. و معرفة الله لا تحدها قدرة عقلية أو ذاكرة، فهو غير المحدود في كل صفاته. قال لي صديق ذات مرة "إن الله خلق الإنسان حر الإرادة ثم أعطاه اختبار الخير و الشر في الحياة الدنيا ليكافئ الأخيار و يعاقب الأشرار في الحياة الآخرة"، و كان اعتراضي على هذه الفرضية أن الله بعلمه المطلق يعلم من قبل خلق الإنسان مآل كل البشر إن كان مستقرهم في النعيم أم العذاب الأبدي، و لكن لهذا النقاش موضع آخر.
  • الإحسان المطلق و صنع الخير (Omnibenevolence). الله كله خير و عنده الخير الكامل، فهو لا يريد بأي ما في الكون شراً، و إنما الشر هو عصيان الله و البعد عنه، تماماً كما أن الظلام هو البعد عن النور و البرد هو البعد عن الحرارة. لا يريد الله لخليقة من خلقه أن تتعذب، و إن سمح بما قد يراه المخلوق شراً، فإنه يريد به الخير في النهاية طبقاً لحكمته. الغاية النهائية لله هي الخير. و على قدر جمال هذه الصفة و روعتها فقد استخدمها البعض في إثبات عدم وجود الله في متناقضة منطقية ليس المجال لنقاشها هنا.
  • اللامادية (Incorporeality). الله ليس له جسد و لا يرى و لا يحس و لا يدرك مادياً، و هذا ناتج منطقي مباشر من لانهائية الله، فالمادة محدودة بالطبيعة مهما كبرت.
  • الإنعام (Graciousness). الله يعطينا الخيرات ليس لبرنا الذاتي (أي أنها ليست حقاً نكتسبه و يجب على الله إعطاؤه لنا) و لكن لنعمة الله علينا و حبه لنا، فكل البشر خطاؤون، و إن نظر الله لنا بعين العدل من دون الرحمة لهلكنا في التو و الحال.
  • القدسية (Holiness). و هي استحقاق التبجيل و التعظيم و الإعلاء و الرهبة عبادة لله. الله يعطي كل ما يخصه قدسية مستمدة منه، فلبعض الأوقات قدسية كأوقات العبادة، و لبعض الأماكن قدسية كدور العبادة، و ربما كان لبعض الأشخاص قدسية كالكهنة. و قدسية الأوقات أو الأماكن أو الأشخاص لا تعني عبادتها، و إنما تعني تعظيمها و إعلاءها تقديراً لارتباطها بعبادة الله جل شأنه.
  • النقاء (Impeccability). ليس في الله خطية أو دنس من أي نوع، بل الخطية هي معصية الله و الابتعاد عنه، و الدنس يتطهر بالقرب من الله مصدر كل طهر. مهما كانت الذنوب و الأدناس فإنها تزول جميعها بالقرب من الله مصدر النقاء اللانهائي.
  • البر و العدل (Righteousness). الله يتبرر في ذاته، و كل ما يفعله له ما يبرره عنده، أي أنه كيان عاقل و ليس كياناً طائشاً أو مجنوناً، و هو العادل الذي بمعرفته المطلقة و بقدرته المطلقة عنده العدل المطلق، إذ لا يحتاج سبحانه لشهود و لا أدلة، و لا يحتاج لمن ينفذ حكمه على المخطئ، فهو القادر على كل شيء، و هو فاحص القلوب علام النوايا، و هو واضع الوصايا، فعدله لانهائي ككل صفاته.
  • عدم التأثر بالمشاعر (Impassability). الله لا يعاني و لا يتأثر بالمشاعر مثل البشر و إنما يستخدم البشر تعبيرات مثل "غضِبَ الله" أو "فرِحَ الله" أو "حزِنَ الله" لأنها أقرب إلى المفهوم البشري. فالله إن تأثر بمشاعر ما فإنه يتغير و هو الثابت الذي لا يتغير. استخدام المشاعر في التعبير عن موقف الله مما يحدث في الكون إنما هو استخدام بلاغي يقرب غير المحدود و هو الله إلى المحدود و هو الإنسان.
  • المحبة (Love). الله يحب خليقته، و المقصود بالحب هنا أن الله يريد للبشر أن يتنعموا لا أن يعانوا و يتعذبوا، و لكنه يريد لهم ذلك في الإطار الذي لا يبعدهم عن الله بالمعصية. على قدر علمي--و هو ليس بمكتمل لكنه ليس بقليل--أن الكتب المقدسة للديانات الثلاث التي أخصها بالذكر في هذا المقال لم تذكر و لا مرة واحدة أن الله كره بشراً، و إنما كره الله المعصية و السلوك الخاطئ. محبة الله للبشر ليست من المشاعر الوارد ذكرها في الفقرة السابقة، فهي محبة لانهائية لا تتأثر بأفعال البشر و لا تتغير، فالله يريد للخاطئ أن يتوب لا أن يستمر في خطئه. و من محبة الله للإنسان تنبع الرحمة (Mercifulness) و هي العطف و الشفقة و التحنن، و منها أيضاً تنبع المغفرة (Forgiveness) و هي العفو عن المخطئ مع المقدرة على عقابه. و لكي أكون صريحاً مع نفسي و مع القارئ فلستُ متأكداً تماماً من وضع هذه الصفة الإلهية (أي المحبة) في الإسلام، و لكن على قدر علمي هي موجودة كما أفهمها و كما وضحتها.
  • الغضب (Wrath). الله يغضب من الخطية و العصيان و المقصود أيضاً ليس أن الله يتغير بشعوره بالغضب، و لكن التعبير للدلالة على أن الله يعاقب العاصي و الخاطئ في الدنيا جزاء على ما فعل. و هي ناتج مباشر لعدل الله المطلق. الغضب إذاً يُقصد به العقاب الدنيوي، و هو مذكور في الديانات الثلاث المعنية في المقال. و هو غير العقاب الدنيوي الذي يطول المخطئ في محاكم البشر، فالمخطئ قد يفلت من عقاب المحاكم البشرية لسبب أو لآخر، لكن علم الله المطلق لا يمكن معه أن يختبئ أو يفر أو يراوغ مخطئ.
  • الحقيقة المطلقة (Veracity). هي عند الله وحده. الحقيقة هي الثوابت التي وضعها الله في الكون كي لا تتغير، هي قوانين الكون الذي جعلها الله لتسييره، و هي تختلف عن أن الله نفسه لا يتغير، فتلك الحقائق مخلوقة و الله غير مخلوق. و الحقيقة هي كل ما يحدث في كل مكان في الكون و إن لم يكن عليه شاهد. و الحقيقة هي مكنون الصدور و إن أخفته الصدور و أنكرته الألسن. الحقيقة هي ما يبحث الإنسان عنه من علم الله المطلق فيدركه أو لا يدركه.
  • القيام و الهيمنة (Providence). الله يعمل في الخليقة أي أنه لم يتركها بعد الخلق تعمل وحدها بدون تدخل منه. الله بعلمه المطلق و قدرته المطلقة يرتب الكون و ما فيه و يرعى خليقته.
  • البساطة (Simplicity). و يُعنى بها أن الله كيان واحد لا يتجزأ و لا ينفصل عن صفاته، فكل صفات الله تعبر عن ذات الإله الواحد و لا توجد من دون الله و لا يوجد الله من دونها، فالله القدوس هو نفسه الله العادل هو نفسه الله القادر على كل شيء و هكذا، و لا يوجد العدل المطلق من دون الله و كذلك السرمدية و التواجد المطلق و غيرها من صفات الله.
  • التواجد في الكون المادي (Immanence). الله موجود في الكون المادي و عمله ظاهر فيه و ليس منفصلاً عن خلقته، و هذا أيضاً ناتج منطقي مباشر من لانهاية الله، فإن كان الله منفصلاً عن العالم المادي المخلوق (Transcendence) فإنه وجوده يكون ذا حدود. و هذه الصفة تحديداً تميز الديانات المعنية في المقال عن بعض الديانات التوحيدية الأخرى التي تؤمن بأن الله كيان روحاني منفصل عن العالم المادي، و إن اشتركت في عقيدتها في معظم الصفات الباقية.

حاولت قدر الإمكان فيما سبق أن أوجز صفات الله في النموذج الإلهي التوحيدي في اليهودية و المسيحية و الإسلام، و في رأيي أن أهم ما يجب أن يذكر في هذا النموذج هي صفة اللانهائية، إذ أن هذه الصفة (بمفهومها الحسابي كما يفهمه العقل البشري) تعتبر عندي من أهم الركائز التي يرتكز عليها بعض الجدل حول وجود الله، و هي أيضاً من ضمن الدعائم الأساسية للردود على بعض الجدل الآخر حول وجود الله.

و يظل الجدل غير محسوم بين من يؤمن بوجود الله و من لا يؤمن به، و يظل أيضاً الجدل غير محسوم بين المختلفين على صفات الله، و لعل اللانهائية و اللامادية من ضمن أسباب استمرار الجدل. و في ظني ستظل هناك العديد من الأسئلة بدون أجوبة إلى يوم ينتهي الكون، و سيظل الجدل مستمراً، و ما علينا سوى أن نعمل عقلنا أولاً ثم نتبع قلوبنا متى وقف العقل عاجزاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التسميات

٢٥ يناير (29) آدم (1) اخوان مسلمين (15) استشهاد (1) إسلام (26) الأنبا بيشوي (1) الأنبا تاوضروس (1) البابا شنودة (3) البرادعي (2) إلحاد (1) الداخلية (5) الفريق أحمد شفيق (6) الفريق سامي عنان (1) الم (2) المجلس العسكري (14) انتخابات الرئاسة (9) ايمان البحر درويش (1) برلمان (7) بلطجي (7) بولس رمزي (1) بيرم التونسي (1) تعريص (4) تمييز (2) توضيح (35) توفيق عكاشة (2) ثورة (33) ثيؤقراطية (6) جزمة (2) حازم شومان (2) حازم صلاح أبو إسماعيل (2) حب (4) حجاب (1) حرية (18) حزن (3) حواء (1) خواطر (33) خيانة (5) دستور (4) ديمقراطية (13) دين (37) زجل (3) سلفيين (15) سياسة (23) سيد درويش (1) شائعات (3) شرح (25) شرطة (5) شرع (7) شريعة (7) شهيد (5) صور (3) طنطاوي (7) عبد الفتاح السيسي (1) عبد المنعم الشحات (2) عتاب (1) عصام شرف (1) عصمت زقلمة (1) عقيدة (16) علمانية (13) عنف (7) عيد الميلاد (1) غزل (3) غناء (1) فلسفة (1) فوتوشوب (1) فوضى (3) قباحة (8) قبط (21) قصة (3) كنيسة (17) ماريز تادرس (1) مبارك (2) مجلس شعب (7) مرسي العياط (3) مرشد (5) مسيحية (28) مصر (51) معارضة (7) منطق (11) مواطنة (20) موريس صادق (1) نجيب جبرائيل (1) نفاق (1) نقد (36) وحي (1)