معظم من يدينون بدين توحيد (أيْ عبادة إله واحد أو Monotheism) في العالم لهم تخيل معين أو "نموذج" معين إن جاز التعبير لذلك الإله الذي يعبدونه، و ربما لكل من يؤمن بوجود إله أو آلهة تخيل بشكل أو بآخر لذلك الإله أو تلك الآلهة، و في الحضارات القديمة التي عبدت آلهة عديدة مثل الحضارات الفرعونية و الإغريقية و الرومانية و حتى في الحضارات الأقل تقدماً و شهرة مثل الڤايكنج نجد دائماً أن لكل إله صفات تميزه عن غيره من الآلهة، و لكل إله دور في الحياة و قدرات تختلف عن غيره من الآلهة.
أما من يؤمنون بوجود إله واحد فعندهم تصور لهذا الإله يتشابه إلى حد كبير بين دياناتهم، و ربما كان هذا التشابه ناتجاً منطقياً أساسياً ينبع من الإيمان بكمال صفات الله و أنها مطلقة لا نسبية فيها و لا نسبية بينها و بين أي شيء آخر، و قد ناقشت هذه النقطة تحديداً في مقال سابق. أما إن سلمنا بأن قدرة الإله محدودة، فعندئذ فقط يمكن أن ندعي وجود أكثر من إله لكل منهم قدراته المحدودة بحيث تكمل هذه القدرات بعضها البعض. و صفات الله في هذا "النموذج الإلهي التوحيدي" قد تختلف قليلاً بين ديانة و أخرى، غير أنها في المجمل متشابهة في مختلف الديانات. و أَقْصِر حديثي في هذا المقال على اليهودية و المسيحية و الإسلام، فبصفتي قبطي أدين بالمسيحية و أعلم العقيدة اليهودية بشكل جيد، و بصفتي مصري قد تربيت في مجتمع إسلامي و تعلمت عن الإسلام في المدرسة و من وسائل الإعلام و أيضاً من قراءاتي الشخصية و سهَّل لي ذلك أن لغتي الأم هي اللغة العربية التي أجيدها أكثر بكثير من عامة المتحدثين بها.