هذا المقال القصير يحتوي على ألفاظ قد تكون خادشة للحياء بالنسبة للبعض. لا ينصح بقرائته لمن هم دون السن القانونية و لا لمن هم دون المخ القانونية أيضاً، و لا لمن يستحون من ظلهم.
و قد أعذر من لا مؤاخذة أنذر.
عباس كان متجوز اتنين: إصلاح و ستوتة. إصلاح كانت ست جدعة و بنت بلد و ما ترضاش ينداس لها على طرف. ستوتة كانت غلبانة و مكسورة الجناح و "عاوزة تعيش" زي ما بنقول بالبلدي. عباس بقى كان راجل إبن مرة وسخة مفتري، و اللي بيقوله غير اللي بيعمله، و ما كانش عاوز حد من حريمه يكسر له كلمة أبداً، حتى لو كانت غلط.
ستوتة اتجوزت عباس علشان هو أول واحد اتقدم لها، و زي ما قلنا، ستوتة كانت "عاوزة تعيش". إصلاح بقى اتجوزت عباس علشان أهلها غصبوا عليها، بس هي الحقيقة ما كانتش طايقاه مطلقاً و كان نفسها ييجي اليوم اللي تخلص فيه من عباس. ستوتة برضه ما كانتش راضية بحالها مع عباس، بس كانت ماشية بمبدأ "ضل راجل و لا ضل حيطة"، و عباس الحقيقة كان جتة إبن الكلب، يعمل حيطتين مش حيطة واحدة.
عباس كان ليه زوجة أولانية قبل إصلاح و ستوتة، كان اسمها فتكات. فتكات دي بقى بعيد عنكم مرة مفترية برضه و أيدها طايلة زي عباس كده، و جتة برضه زيه. و الناس كانوا بيقولوا إن فتكات ماسكة ذلة على عباس علشان كده هو مش قادر يلمها و يشكمها زي ما هو عامل مع إصلاح و ستوتة. عباس ما كانش يقدر يمد أيده على فتكات و لا حتى يشخط فيها، لأن فتكات كانت بمنتهى البساطة ترد عليه و تسب له ميت ملة و ميت دين و تضربه بالشبشب الزنوبة كمان. تقدروا تقولوا كده إن العلاقة بين فتكات و عباس كانت علاقة مصلحة متكافأة أكتر منها علاقة زوجين. فتكات مصلحتها إن عباس يصرف عليها، و عباس مصلحته إن فتكات ما تفضحوش بالذلة اللي ماسكاها عليه.
طبعاً عباس لأنه مش عارف يمارس طغيانه و سيطرته على فتكات، قرر إنه يتجوز إصلاح و ستوتة، و عمل فرحهم في نفس اليوم...! إصلاح يا عيني كانت مغصوبة عليه و قرفانة منه و من شكل أم اللي خلفته، و ستوتة كانت بتقول "أهو أحسن من العنوسة".
كان عباس كيف عنده يصبح ستوتة و إصلاح بعلقة و يمسيهم بعلقة. و بعد ما يضربهم و يطلع البلا الأزرق على جتتهم، يقول لهم كلمتين حلوين من نوع "أنا ما أقدرش استغنى عنك" و "أنا ما ليش غيرك" و "معلهش أصلي كنت غضبان و الشيطان شاطر" و كده. عباس أصله راجل خمورجي و بتاع قمار و معفن إبن معفنين، مش فالح بس غير في الكلام. إصلاح صدقته مرة و اتنين، و بعدين ما عادتش تصدقه علشان بقى واضح إنه كذاب و رمة و إبن ستين رمة كمان. ستوتة بقى كانت بتضحك على نفسها و تقول "معلهش برضه ما هو الست مننا ليها مين غير جوزها" و تستحمل و تسكت و تصدق أي خرة يقوله لها عباس بعد ما يديها العلقة المتينة.
إصلاح فاض بيها بقى من كتر ما عباس راجل عرص و إبن ميتين كلب، و قررت انها تقف له وقفة شديدة تحط بيها حد للافترا بتاعه. جت إصلاح في يوم و قالت لعباس "عاوزة أتطلق يا عباس....!" عباس قال لها "اعقلي يا إصلاح و لمي الدور. ما عنديش طلاق يا روح أمك. انتي هاتلاقي أحسن مني فين يعني؟ و بعدين مش فيه عقد عقده المأذون، يعني انتي كنتي موافقة على الجواز." إصلاح قالت له "ما كنتش موافقة يا عباس الزفت و أهلي غصبوا عليا. طلقني يا عباس بالتي هي أحسن." عباس قال لها "ده آخر كلام عندك يا إصلاح؟" ردت و قالت "آخر كلام يا عباس و ما عنديش غيره".
يعمل إيه عباس؟ ما رضيش يضربها علشان ما يبقاش ليها حجة في المحكمة انها تتطلق منه. قام سلط عليها فتكات المفترية. راحت فتكات لإصلاح و قالت لها "انتي يا بت يا إصلاح واقفة هنا ليه؟" ردت إصلاح بمنتهى الاستغراب و قالت لها "و انتي مال أهلك يا فتكات؟ هو انتي إشتريتي الشارع؟" فتكات قالت لها "و كمان بتقولي شارع يا بنت الكلب" و عنها و نزلت فيها ضرب لما عمتها...! عمتها فعلاً... فقعت لها عين...! إصلاح طبعاً ما سكتتش و سابت فتكات تضربها من غير ما تدافع عن نفسها. إصلاح برضه ضربت فتكات على قد ما تقدر، بس فتكات كانت جتة و مفترية و متربية في الشوارع و بيئة واطية بنت ستين جزمة، و انتهت العركة بإن فتكات فقعت عين إصلاح و كسرت دراعها و إصلاح خربشت فتكات في وشها خربوشين.
في وسط العركة طبعاً إصلاح استنجدت بعباس على أساس إنه جوز الاتنين و يحكم بينهم و كده. تفتكروا عباس عمل إيه؟ إبن المرة الوسخة عمل نفسه مش سامع، مع إنه كان باصص عليهم و هما بيتخانقوا و شايف كل اللي بيحصل. و بعد ما إصلاح اتبهدلت، جه عباس و وقف بينهم و قال لهم "خلاص بقى كفاية كده. هاتضربوا بعض و أنا واقف؟!"
عباس خد إصلاح على جنب بعض العركة اياها و قال لها "شفتي يا إصلاح أنا باحبك ازاي؟ شفتي حشت فتكات عنك ازاي؟ طلاق بقى إيه و كلام فارغ إيه اللي انتي بتكلمي عليه؟" فتكات ردت و قالت له "و حياة عيني اللي راحت يا عباس الكلب هتطلقني يعني هتطلقني. غصب عن عين كس أمك يا عباس هتطلقني. هو الجواز بالعافية؟"
عباس لقى شغلانة فتكات ما نفعتش مع إصلاح. راح لستوتة و قال لها "عاجبك اللي بيحصل من إصلاح ده يا ستوتة؟ يعني دلوقت لو طلقتها مش هاضطر ادفع لها مؤخر و نفقة و الذي منه؟ يعني كده الميزانية مش هتكفي و المصاريف أصلاً مش ملاحقين عليها. عقليها يا ستوتة علشان الطلاق ده مش في مصلحتك. مش هتلاقي تاكلي لو إصلاح إتطلقت."
راحت ستوتة تكلم إصلاح و قالت لها "يا إصلاح ياختي اعقلي و إخزي الشيطان. طلاق إيه و كلام فارغ إيه؟ هو انتي لو إتطلقتي هاتلاقي حد تاني يرضى يتجوزك؟ و بعدين ماله سي عباس؟ و لو لقيتي حد تاني يتجاوزك بعد سي عباس، ايش ضمنك إنه ما يكونش أوحش ميت مرة؟ أهو برضه سي عباس آوينا و مضلل علينا بدل ما نتبهدل و احنا نسوان غلابة." إصلاح ردت عليها و قالت لها: "إتكلمي عن نفسك يا ستوتة. أنا مش غلبانة و مش هاجوع و لا حالي هيقف بعد عباس الزفت بتاعك ده. ده راجل وسخ و ما بيصونش أهله. ده ساب فتكات تضربني لما فقعت لي عيني يا ستوتة. انتي ما عندكيش دم البعيدة؟ بكرة ييجي عليكي الدور و حياة أمك و يفقع لك عين برضه و مش بعيد الاتنين."
ستوتة قالت لها: "و ماله يا إصلاح ياختي...! ما يغلوش على سي عباس. إن شالله يدبحني دبح و يخرطني للوز. مش جوزي و له حق عليا؟" إصلاح قالت لها: "انتي مرة ما عندكيش ريحة الدم يا ستوتة و تستاهلي لو عباس دبحك فعلاً و داس عليكي بالجزمة القديمة. أنا بقى عندي كرامة و مش ممكن أبداً أعيش يوم واحد بعد كده مع النتن اللي إسمه عباس ده."
و لسه لحد دلوقت مش عارفين الموضوع خلص على إيه. إصلاح بتحلم بالتحرير من عباس، و ستوتة أحلامها كلها عباسية، و فتكات شكلها ما فيش حد عارف يلمها. تفتكروا إيه اللي هايحصل؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق